نجحت الهيئة العامة للرعاية الصحية ببورسعيد في كتابة سطر جديد من سطور الإنجاز الطبي، وبدقة تضاهي المعايير العالمية، دقائق بين الحياة والموت، أن خلالها إنقاذ حياة الطالب "يوسف" (16 عامًا)، المعروف إعلامياً ب "ضحية الشهامة"، إثر تعرضه لطعنة نافذة في القلب أثناء دفاعه عن شقيقته، في واقعة هزت الرأي العام، في سباق مع الزمن. موضوعات مقترحة افتتاح وحدات تخصصية دقيقة لخدمة مرضى القلب والأورام|صور محافظ قنا : تسريع إنهاء الإجراءات للحد من البناء العشوائي التحفظ على 200 بطاقة تُستخدم لسرقة الدعم بالبحيرة بدأت الملحمة فور وصول "يوسف" إلى مستشفى الزهور في حالة صدمة ونزيف حاد يهدد بتوقف عضلة القلب، وهنا تجلت قيمة "شبكة الرعاية الصحية"، حيث لم تكن المسألة مجرد إسعافات أولية، بل كانت منظومة متكاملة تحركت في آن واحد، عبر "غرفة طوارئ الهيئة"، تم الربط الفوري بين مستشفيي "الزهور" و"السلام" لاستدعاء أخصائيي جراحة القلب والصدر وتجهيز غرف العمليات في وقت قياسي. تكامل التخصصات سر النجاة لم يكن التدخل الجراحي مجرد مشرط طبيب، بل كان "سيمفونية" من التخصصات، حيث تشابكت أيدي أطباء جراحة القلب والصدر، والجراحة العامة، والتخدير، وفرق العناية المركزة، نجح الفريق في رتق الإصابة النافذة بالصدر والسيطرة على النزيف القلبي، في عملية تصنف من بين الأدق جراحياً، ليتم بعدها نقل البطل الصغير إلى العناية المركزة تحت ملاحظة دقيقة من نخبة من استشاريي الهيئة حتى استعاد وعيه بالكامل. السبكي: الجاهزية هي الفارق من جانبه، أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، أن نجاح إنقاذ "يوسف" هو ثمرة استثمار الدولة في منظومة التأمين الصحي الشامل، قائلاً: نحن لا ندير مستشفيات منفصلة، بل ندير منظومة ذكية مترابطة، سرعة اتخاذ القرار والتنسيق بين مستشفى الزهور والسلام هو ما صنع الفارق بين الموت والحياة في هذه الحالة. كوادرنا تعمل وفق أحدث البروتوكولات العالمية، وجاهزيتنا للطوارئ الحرجة هي رهاننا الأول لخدمة المواطن المصري. كتيبة الإنقاذ شهدت العملية تضافر جهود قيادية وطبية تحت إشراف الدكتور أحمد حسن سالم، مدير فرع الهيئة ببورسعيد، وبقيادة ميدانية من مديري مستشفيي الزهور والسلام (د. محمد محسن، د. نورهان مبروك، د. أحمد عوض، د. مصطفى سعد). وضم "فريق الأمل" الذي باشر الحالة ميدانيًا: الجراحة: د. خالد عماد (قلب وصدر)، د. وليد نبيل (جراحة عامة)، التخدير: د. محمد عبد القادر، د. أحمد عماد، وضمت العناية المركزة كوكبة من الأطباء هم د. محمود الشحات، ود. طارق صيام، ود. خالد التوني، ود. مجدي سليم، ود. أحمد عبد العال، ود. أحمد الجعبري، د. إبراهيم السحيلي، ود. إبراهيم فتحي). التمريض جيش من الكوادر المخلصة ولا يقل دور التمريض عن باقي المنظومة، خير قادت أميرة حمدينو، ومحمد حسين، ومجدي عبدالعاطي، محمود جمعة، والزميلات عبير القزاز، إيمان فكري، ندى خالد، وسمر الداودي، أعمال المتابعة والعلاج علي أكمل وجه. بعد رحلة علاجية دقيقة، غادر يوسف المستشفى وسط فرحة عارمة، ليعود إلى أسرته حاملاً وسام "الشهامة" وذكرى "احترافية" أنقذت حياته في اللحظة الأخيرة.