مع اقتراب انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025، تتجه الأنظار إلى المغرب، حيث تكتسب النسخة المنتظرة بعدًا خاصًا في ظل زخم رياضي متصاعد أعقب الإنجاز التاريخي في كأس العالم 2022. يدخل المنتخب المغربي البطولة وهو يحمل طموحًا مشروعًا لاستثمار الاستضافة، وتحويل النضج الفني والذهني إلى تتويج قاري طال انتظاره. موضوعات مقترحة أندية مصر في إفريقيا 2025: بيراميدز يحصد ثنائية تاريخية.. وإخفاق ل الأهلي والزمالك والمصري تشكيل منتخب مصر مواليد 2009 أمام اليابان وديا 2025 العام الذهبي في حياة بيراميدز.. وكلمة السر يورتشيتش المغرب يدخل البطولة بصفة المرشح الأبرز لا يحضر المنتخب المغربي إلى النسخة الجديدة بصفته منافسًا تقليديًا، بل كواجهة لمشروع كروي متكامل تشكّل خلال السنوات الأخيرة على أسس واضحة. الاستقرار الفني، وتوافر عناصر تنشط في كبرى الدوريات الأوروبية، وتطور الذهنية التنافسية، جميعها عوامل جعلت "أسود الأطلس" ضمن الدائرة الأولى للمرشحين. هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج تراكمات فنية وإدارية انعكست على الأداء والشخصية داخل الملعب. كيف صنع وليد الركراكي منظومة متماسكة؟ نجح وليد الركراكي في بناء فريق متوازن يجمع بين الانضباط التكتيكي والقدرة على فرض الإيقاع. تتجلى ملامح هذه المنظومة في ثبات ياسين بونو، والدور الحيوي لأشرف حكيمي على الأطراف، ومحورية سفيان أمرابط في وسط الميدان، إلى جانب تطور الأداء الجماعي. الأهم أن الفريق اكتسب صلابة ذهنية وخبرة في إدارة المباريات الكبرى تحت الضغط، وهي عناصر افتقدتها أجيال سابقة رغم وفرة المواهب. هاجس الإصابات والجاهزية البدنية رغم الصورة الإيجابية، يواجه الجهاز الفني تحديًا يتعلق بتأثير ضغط الموسم الأوروبي واحتمالات الغياب أو عدم الجاهزية الكاملة لبعض الركائز. يخضع عدد من العناصر الأساسية لمتابعة دقيقة، ما فرض إعداد بدائل تكتيكية تحافظ على هوية اللعب. أي غياب، حتى وإن كان محدودًا، قد ينعكس على توازن الوسط وخيارات الأطراف، ويعيد ترتيب الأولويات قبل الإعلان النهائي عن القائمة. هل تسهّل الأرض والجمهور مهمة التتويج؟ تمثل الاستضافة عاملًا مرجحًا في مسار المغرب، إذ يمنح اللعب على الأرض وبين الجماهير دعمًا استثنائيًا يُعرف ب"اللاعب رقم 12". هذا الزخم قد يتحول إلى سلاح فعال في خنق المنافسين ورفع نسق الحماس، شرط إدارة الضغط وتحويله إلى دافع إيجابي، لا عبئًا إضافيًا في الأدوار الحاسمة. منافسة إفريقية لا تعرف المجاملة لن يكون طريق اللقب سهلًا في ظل حضور قوى قارية اعتادت المنافسة على القمة. كوت ديفوار تدخل بسجل قوي وتوازن واضح، فيما تظل مصر منافسًا دائمًا بخبرتها التاريخية في البطولات المجمعة. كما تمثل نيجيريا والكاميرون تحديًا إضافيًا، خاصة بعد إخفاقهما في التأهل إلى كأس العالم 2026، ما يرفع منسوب الضغط والرغبة في التعويض. تاريخ طويل وحلم مؤجل يمتد تاريخ المغرب في البطولة لأكثر من نصف قرن، تخللته لحظة فرح وحيدة عام 1976 عندما تُوّج باللقب في إثيوبيا بقيادة المدرب الروماني جورج مارداريسكو، وفق نظام المجموعة النهائية الرباعية، وحُسم اللقب بالتعادل الشهير أمام غينيا. بعدها اقترب المنتخب دون أن يلمس الكأس؛ ثالثًا في 1980، ورابعًا في نسخة 1988 على أرضه، ثم وصافة 2004 في تونس قبل خسارة النهائي. تلت ذلك سنوات تذبذب، إلى أن أعاد إنجاز 2022 الثقة وفتح صفحة جديدة. درس الخروج الأخير ودافع التعويض لا تزال نسخة كوت ديفوار الأخيرة حاضرة كجرس إنذار، بعد الخروج من دور ال16 أمام جنوب إفريقيا. تلك الصدمة أثارت تساؤلات حول القدرة على ترجمة الإنجاز العالمي قارّيًا، لكنها في الوقت ذاته شكّلت درسًا مهمًا للجيل الحالي الساعي إلى التعويض وإثبات الجدارة، خاصة على أرضه. الفرصة التاريخية اليوم يقف المنتخب المغربي أمام لحظة مفصلية. نضج المجموعة، وتقدم المشروع الكروي الوطني، وجودة الملاعب، جميعها عوامل تُهيئ الظروف لكسر عقدة اللقب القاري وإضافة النجمة الثانية. يبقى الرهان على إدارة الضغط وتفادي أخطاء الماضي في اللحظات الحاسمة.