يعيش رمضان صبحي، نجم نادي بيراميدز ومنتخب مصر، أصعب فترات مسيرته الكروية والشخصية، حيث يجد نفسه محاصراً بين مطرقة "الإيقاف" لمدة طويلة وسندان "السجن"، في سابقة نادرة تجمع بين أزمتين من العيار الثقيل في توقيت متزامن؛ الأولى تتعلق بتهمة تزوير في محرر رسمي، والثانية بعقوبة قاسية من المحكمة الرياضية الدولية (كاس) بسبب المنشطات. موضوعات مقترحة الحملات الأمنية على مخازن الخردة والمسابك: تحرير 510 قضايا لمخازن مخالفة مباحث السياحة والآثار: كشف 497 قضية آثار ومخالفات متنوعة ضبط 741 سائقا بسبب التحدث في الهاتف أثناء القيادة المحاكمة الجنائية: خلف القضبان حتى "يوم الحسم" ويعيش اللاعب ل30 يوم خلف القضبان، في انتظار جلسة محاكمته أمام محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بشبرا الخيمة، التي حجزت قضية التزوير المتهم فيها رمضان صبحي وثلاثة آخرين للحكم في جلسة 30 ديسمبر المقبل. وتكشفت تفاصيل القضية حينما ألقت السلطات الأمنية بمطار القاهرة الدولي القبض على صبحي فور عودته من معسكر فريقه في تركيا، تنفيذاً لقرار ضبط وإحضار صادر بحقه. وجاء هذا القرار على خلفية اتهامه بالتورط في قضية تزوير تتعلق بأداء شخص آخر الامتحانات الدراسية بدلاً منه. اعترافات رمضان صبحي في التحقيقات وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن تفاصيل مثيرة، حيث أدلى اللاعب باعترافات ضمنية حول اعتماده على مستندات غير حقيقية للتغطية على موقفه الدراسي والتجنيدي، مقابل دفع مبالغ مالية ضخمة، دون أن يطأ المعهد المقيد فيه. وقال رمضان صبحي خلال التحقيقات، إنه حصل على الثانوية العامة عام 2016، والتحق بعد ذلك بمعهد الحاسب "CLS"، لكنه بعدها حول إلى قسم السياحة والفنادق في معهد الفراعنة عام 2019 أو 2020. سمسار لاعبين كلمة السر وأضاف رمضان أنه مقيد في المعهد، لكنه لم يذهب إليه مطلقا ولا يعرف طريقه، ولم يحضر محاضرات أو امتحانات، وكشف اللاعب أنه التحق بالمعهد عن طريق سمسار اللاعبين "طارق. ا" الذي تقاضى منه مبالغ مالية كبيرة كل فصل دراسي تتراوح بين 30 و50 ألف جنيه مقابل استمرار إثبات قيده في المعهد. رمضان صبحي ينكر تورطه في الغش وأنكر رمضان علمه بواقعة وجود شخص آخر دخل الامتحانات بدلاً عنه، نظرا لأنه لا يعرف ماذا يحدث في المعهد ليظل مقيدا بل يدفع الأموال المطلوبة فقط، وأوضح أن موظفين بالمعهد حاولوا التدخل للتسوية عقب اكتشاف الواقعة، لكنه رفض معتقدا أن الموضوع لا يخصه. شبح السجن يهدد رمضان صبحي قانونياً، يواجه اللاعب المادة 214 من قانون العقوبات، التي تعاقب بالسجن المشدد أو السجن من 3 إلى 10 سنوات لمن استعمل أوراقاً مزورة مع علمه بتزويرها. أزمة المنشطات: إيقاف 4 سنوات ومحاولة أخيرة على الصعيد الرياضي، تلقى صبحي ضربة قاصمة بقرار المحكمة الرياضية الدولية (CAS) بإيقافه لمدة 4 سنوات، ورغم تبرئته في البداية من قبل المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات، إلا أن الوكالة الدولية (WADA) استأنفت الحكم وكسبت القضية. وأوضح الدفاع القانوني للاعب، في تصريحات تلفزيونية، أن العقوبة لا تستند إلى تعاطي "مادة محظورة"، بل تتعلق ب"استخدام وسيلة محظورة" وهي التلاعب في عينة التحليل. وفي تحرك لافت، أعلن النادي الأهلي – الغريم التقليدي لبيراميدز – تكليف مستشاريه القانونيين بالدفاع عن لاعبه السابق رمضان صبحي في هذه الأزمة، حيث يعكف فريق الدفاع حالياً على دراسة حيثيات الحكم للطعن عليه أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية، في محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. السيناريوهات الأربعة لمستقبل رمضان صبحي وبناءً على المعطيات القانونية الجنائية والرياضية، يرصد التقرير أربعة احتمالات تنتظر اللاعب، تتدرج من الكارثية إلى الانفراجة: 1- السيناريو الكارثي: السجن والإيقاف: وهو أن تصدر المحكمة حكماً بالسجن النافذ في قضية التزوير يوم 30 ديسمبر، بالتزامن مع رفض الطعن في المحكمة السويسرية وتأييد إيقاف ال 4 سنوات. وتكون النتيجة انتهاء مسيرة رمضان صبحي الكروية فعلياً وتدمير مستقبله المهني والشخصي، وليقبع مدة في غياهب السجن. 2- السيناريو القاسي: البراءة محلياً والإيقاف:
وهنا قد يحصل اللاعب على البراءة في قضية التزوير (أو حكم مع إيقاف التنفيذ)، لكن تفشل جهود الطعن على عقوبة المنشطات. وتكون النتيجة: غياب اللاعب عن الملاعب لمدة 4 سنوات، وهو ما يعني عودته بعمر يقارب ال 32 عاماً بعد فترة توقف طويلة جداً، مما يجعل استعادة مستواه شبه مستحيلة، ويعني اعتزالاً مبكراً "إكلينيكياً". 3- سيناريو "نصف النجاة": الإدانة المخففة والعودة للملاعب: أن يُدان اللاعب في قضية التزوير لكن بعقوبة مخففة لفترة قصيرة أو مع إيقاف التنفيذ، مع نجاح المحامين في تقليص عقوبة المنشطات أو إلغائها عبر الفيدرالية السويسرية. وتكون النتيجة عودة اللاعب للملاعب ولكن بسمعة متضررة وسجل جنائي، مما قد يؤثر على عقوده المستقبلية وتمثيله للمنتخبات الوطنية. 4- السيناريو الرابع: النجاة الكاملة: وهنا قد تقضي المحكمة ببراءته من تهمة التزوير لعدم ثبوت العلم اليقيني بجريمة التزوير، وتقبل المحكمة السويسرية الطعن وتلغي قرار الإيقاف. وتكون النتيجة عودة فورية لرمضان صبحي للملاعب، وإسدال الستار على كابوس هدد بإنهاء حياته الرياضية. ويبقى تاريخ 30 ديسمبر هو الفاصل الأول في تحديد أي من هذه الطرق سيسلكها رمضان صبحي، في انتظار ما ستسفر عنه أروقة المحاكم السويسرية لاحقاً. وبين مسارين أحدهما رياضي والآخر جنائي، يقف رمضان صبحي أمام أخطر مفترق طرق في مسيرته، وسط متابعة واسعة من الأندية والجماهير، وترقّب لما ستسفر عنه جلسة 30 ديسمبر والقرارات الدولية المرتقبة.