أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الاحتفال بذكري الإسراء والمعراج هذا العام، يأتي ومصر علي أعتاب مرحلة مهمة من تاريخها، فكما كان الإسراء والمعراج بعد عام الحزن، فمن رحم المحن تولد المنن، فإن مصر بإذن الله تعالي سوف تنطلق إلي الأمام، شاء من شاء وأبي من أبي، مطالبا بضرورة أخذ العبرة والعظة من دروس الإسراء والمعراج. وأشار إلى أن مقام العبودية من أكمل المقامات وأعلاها، وأن الاحتفال بذكري الإسراء والمعراج يأتي ليؤكد قيم الوفاء والأخلاق التي نسعي إليها، فالإسراء والمعراج جاء بعد عام الحزن الذي شهد وفاة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأبو طالب عم النبي، فالحكمة من أن يأتي الإسراء والمعراج بعد عام الحزن، حتي لا يقال إن الدعوة انتشرت بفضل أبو طالب أو مال خديجة رضي الله عنها. جاء ذلك في احتفال وزارة الأوقاف بذكري الإسراء والمعراج مساء الخميس بمسجد الحسين بالقاهرة، بحضور عدد من علماء الأزهر والأوقاف وسفراء الدول العربية والإسلامية. وفي كلمته أكد الدكتور محمد مهنا عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر، أن الأمة في حاجة لإدراك معاني الإسراء والمعراج، وخصوصا في هذا الزمان الذي انتكست فيه حياة الناس في بقاع كثيرة من الأرض إلي قيم مادية محضة، لا تتقيد بدين ولا خلق، ولا قانون ولا ضمير، واندفعت عوامل الإلحاد والأنانية والإرهاب والقسوة، تنخر العقول والقلوب وتحكمت في أساليب العمل والمعاملة بين الأفراد والجماعات والشعوب والحكومات، وليست هذه هي الإنسانية التي تحقق بها سيد الخلق، فليست الإنسانية هذه المنظورات التافهة، فعلي قدر تزكية النفوس وتصفية القلوب يكون عروج الأرواج إلي الفلاح، فتفيض آثارها علي شتي مظاهر الحياة نورًا وجمالا وسلامًا وإيمانًا ويقينا ومعرفة وحكمة وإنتاجا وتقدما.