أعلنت جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة في نيجيريا يوم الاثنين مسئوليتها عن اختطاف أكثر من مائتي طالبة من شمال البلاد وهددت ببيعهن. وقال زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو في رسالة فيديو مسجلة اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ):"أنا الذي اختطفهن". وأضاف "سأستمر في بيع الفتيات اللاتي تبلغ أعمارهن تسع وعشر سنوات لأنهن نضجن ونحن لدينا سوق لهن". وتابع شيكاو وهو يقف أمام ناقلة جنود مدرعة أن المزيد من الهجمات "ستعقب ذلك قريبا .. سنواصل أخذ الفتيات لأنهن إماء". وتم اختطاف المراهقات في أبريل من مدرسة داخلية في بلدة تشيبوك القريبة من مدينة مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو. وتعهد زعيم بوكو حرام، التي تعني "التعليم الغربي حرام"، بمواصلة الهجوم على التعليم الغربي في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ماري هارف يوم الاثنين إن الولاياتالمتحدة سترسل وفدًا من وزارة الخارجية بقيادة سارة سيوول إلى نيجيريا في الايام المقبلة للاجتماع مع كبار المسئولين الحكوميين بشأن "هذا الحادث الخسيس". وأشارت هارف إلى أن العديد من الفتيات جرى نقلهن على الأرجح من نيجيريا إلى دول مجاورة. وأضافت هارف "كانت وزارة الخارجية على اتصال منتظم مع الحكومة النيجيرية بشأن ما يمكننا فعله للمساعدة في دعم جهودها لإيجاد وتحرير هؤلاء الشابات"، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة ستواصل تقديم المساعدة لمكافحة الإرهاب ومساعدة نيجيريا على تطوير نهج شامل لمحاربة بوكو حرام. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تم اطلاعه عدة مرات بشأن الاختطاف، وأن فريقه للأمن القومي يواصل مراقبة الوضع عن كثب. وأضاف كارني "نرى أن ما حدث هناك أمر شنيع ومأساة فظيعة". وأشار إلى أن المساعدة بشأن مكافحة الارهاب تتركز على مشاركة المعلومات ورفع كفاءة الطب الشرعي وعمليات التحقيق في نيجيريا. واضاف "اننا نعمل مع الحكومة النيجيرية لتعزيز نظام العدالة الجنائية هناك، وزيادة الثقة في الحكومة من خلال دعم جهودها الرامية إلى محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف "، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة قدمت إلى نيجيريا في عام 2013 ما يقرب من 3 ملايين دولار للمساعدة على إنفاذ القانون. وقال الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان في مطلع الأسبوع إن 80 في المئة من الفتيات المخطوفات على الأقل من المسيحيات، ووعد بتكثيف الجهود للعثور عليهن. وأثارت عملية الخطف احتجاجات جماهيرية ضد تعامل الحكومة مع الحادث. وألقت الشرطة النيجيرية أمس الاثنين القبض على ناشطة نظمت مظاهرات حاشدة احتجاجًا على اختطاف الفتيات. وتحدثت تقارير عن أن عملية القبض على الناشطة تمت بأمر من السيدة الأولى بيشانس جوناثان رغم أن زوجة الرئيس لا تتمتع بأي سلطة دستورية لإعطاء مثل هذه الأوامر. وقال ناشطون حقوقيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه تم اعتقال الناشطة ناعومي موتو زعيمة حركة "أعيدوا بناتنا" في ساعة مبكرة من صباح الاثنين في تشيبوك. وتطالب الحركة الحكومة والشرطة بتحرك حاسم لإنقاذ الفتيات. وجرى نقل موتو التي قادت مظاهرات مطلع الأسبوع إلى العاصمة أبوجا للاستجواب حيث توجد في حجز قسم شرطة محلي بحسب شهود. ولم تتضح بعد التهم التي اعتقلت موتو على أساسها ولم يتسن التواصل مع الشرطة للحصول على تعليقها. يشار إلى أن بورنو واحدة من ثلاث ولايات شمالية أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ بها في مايو الماضي لكبح الهجمات الإرهابية التي تقوم بها "بوكو حرام". تجدر الإشارة إلى أن أكثر من ستة آلاف شخص قتلوا في هجمات نفذتها الجماعة المتشددة منذ عام 2009.