بات الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي مُشكلة تُؤرِق المواطنين والمسئولين على السواء في مصر، ويزيد القلق من المشكلة مع قدوم فصل الصيف الذي يزيد فيه الطلب على الكهرباء للاستخدام المتزايد لأجهزة التبريد وتكييف الهواء خصوصًا في شهري يوليو وأغسطس. وقال أحمد حنفي الذي يملك مقهى شعبيًا في القاهرة "هو في الفترة اللي فاتت كانت بتقطع (الكهرباء) كثير جداً، دلوقت قل شوية بصراحة عشان الواحد ما يبقاش كذاب. اليومين دول الموضوع بدأ يقل شوية. بس يا ترى.. ما نعرفش اللي جاي ح يبقى إيه ظروفه.. لأن هم كانوا بيتكلموا أن في الصيف ح يقطع أكثر من كدا." وتوضح بيانات إدارة معلومات الطاقة في الولاياتالمتحدة أن سعر الكيلووات ساعة للمستهلك في مصر يتراوح ما بين سنت واحد وسبعة سنتات بينما يدفع المستهلك الأمريكي ما بين ثمانية سنتات و37 سنتا للكيلووات. ويقول خبراء الاقتصاد إن منظومة دعم الطاقة هي سبب كثير من المشاكل والأزمات في مصر. وطلبت مؤسسات الإقراض الدولية من السلطات المصرية مرارا إصلاح منظومة الدعم. وذكر عبد الناصر أحمد أبو طالب رئيس قطاع مشروع بنها لتوليد الكهرباء أن مصر فيها 51 محطة حرارية لتوليد الكهرباء لكن أي نقص في الوقود أو "أعطال مفاجئة" تؤثر على كفاءتها. وقال "هو حضرتك عايزين طبعا الوقود يكون متوفر. عارف سعادتك أن الوقود اللي بنشغل به المحطات غاز طبيعي.. مازوت.. سولار.. دي المحطات الحرارية. طبعا الوقود بإذن الله يكون متوفر. الحاجة الثانية أن نكون موفقين وما يحصلش خروج أو أعطال مفاجئة.. أن المحطة تخرج وبالتالي تفقد بعض الميجاوات اللي هي ممكن تؤثر عل الكهرباء." وتبذل الحكومة الانتقالية في مصر جهودا مضنية لحل مشكلة الطاقة في المدى القريب وناشدت المواطنين مرارا ترشيد الاستهلاك واتفقت مع دول خليجية على المساعدة في توريد الوقود بشروط ميسرة. لكن ناجي نصر الله الأستاذ بالجامعة الأمريكية في القاهرة ذكر أن المشكلة سببها سوء الإدارة لا نقص الموارد. وقال "احنا ما عندناش أزمة طاقة على قد ما عندنا أزمة في إدارة الطاقة. هي إدارة أكثر ما هي أزمة موارد. ممكن نتكلم أكثر من كدا بس هي إدارة من ناحية إيه؟ أن الموارد ما بتستغلش الاستغلال الأمثل. يعني مثلاً ح نمسك محطات الكهرباء.. بتستخدم حوالي 60 في المئة من موارد الطاقة بتاعتنا.. يعني الغاز والمازوت والسولار.. دا جزء كبير جداً من مواردنا ما بيُسلغلش بكفاءة كويسة وما بيحصلش فيها إحلال وتجديد وصيانة بصفة مُستمرة. والنتيجة أنها بتشتغل بكفاءة أقل من معدلها الطبيعي وبالتالي بيحصل قطع الكهرباء." وشددت صباح محمد المشالي المسؤولة بوزارة الكهرباء والطاقة على أن قدرة محطات توليد الكهرباء ستكفي لتلبية الطلب خلال الصيف إذا لم يحدث نقص في الوقود اللازم للتشغيل. وقالت "إحنا عندنا عدد من المحطات يغطي احتياجاتنا. إحنا متوقعين في الصيف القادم حوالي 27 ألف ميجاوات حمل. القدرة الموجودة عندنا النهاردا حوالي 30 ألف ميجاوات. اللي ح نضيفه قبل الصيف حوالي 2400 ميجاوات. فإحنا عندنا حوالي 32 ألف ميجاوات على حمل 27 ألف ميجاوات. لو قلنا فيه نسبة ممكن يحصل لها بعض الأعطال أو تخرج من الخدمة لسبب أو لآخر.. إذا كان صيانة أو عطل.. فالقدرات اللي عندنا تغطي الحمل وزيادة بشرط أن الوقود يكون متوفر." وأضافت أن مصر تحتاج إلى استثمارات جديدة لا تقل عن خمسة مليارات دولار في شبكة الطاقة.