شدد سفير روسيا لدى الأردن بوريس بولوتين على أن عدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية واستمرار الاقتتال في هذا البلد يثير القلق الشديد، خصوصا بعد أن تحولت أراضيها لقاعدة للارهاب الدولي وسط تقديرات بوجود مرتزقة من ثمانين بلدا، الأمر الذي يشكل تهديدًا ليس لها، وإنما لبلدان المنطقة والمجتمع الدولي، وهو ما يستدعي مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة جدًا. ونقلت صحيفة"الدستور"الأردنية اليوم الخميس عن بولوتين تحذيراته من أن استمرار الأزمة السورية دون حل من شأنه خلق تخوفات من تقسيم سوريا، وفرض واقع جديد يلقي تبعاته ليس على هذا البلد وحده، وإنما على دول المنطقة والعالم. وحول الدعم الذي تقدمه روسيا للاجئين السوريين، أفاد السفير الروسي بأن بلاده قدمت أنواعًا مختلفة من الدعم بما فيه المادي من خلال الأممالمتحدة، كما أنها قررت صرف 12 مليون دولار لبرنامج الأممالمتحدة الغذائي العالمي لمساعدة النظام الغذائي في مدارس المملكة و37ر4 مليون دولار لصندوق منظمة الدفاع المدني الدولي لدعم الدفاع المدني الأردني. كما خصصت روسيا" وفقا لبولوتين" العام الماضي مبلغا قدره 5ر4 مليون دولار لميزانية مكتب المفوض السامي لشئون اللاجئين لمساعدة الحكومة الأردنية في استقبال وإيواء اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن الطائرات الروسية نقلت إلى عمان 150 طنا من المواد الغذائية والأدوات المنزلية والمولدات الكهربائية للاجئين السوريين في المملكة. وعن العلاقات الأردنية - الروسية، وصف بولوتين هذه العلاقات بأنها ممتازة وتتطور نحو الأفضل بما تمثل من صداقة واحترام متبادل وتعاون لمصلحة البلدين الصديقين، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقدر تقديرا عاليا مساهمة الأردن بقيادة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في بحث إمكان حل القضايا المعلقة في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد السفير الروسي أن وحدة أوكرانيا تعد مصلحة روسية إلا أن المطلوب هو إصلاح دستوري يحقق تطلعات سكانها بالعيش في ظل حكومة لا مركزية فيما تسعى روسيا لحل سلمي للأزمة، مؤكدا تطلع بلاده لعالم متعدد الأقطاب. ونفى بولوتين وجود تدخل روسي في أوكرانيا، مؤكدا أنه لا مطامع روسية في هذا البلد، وأن ما يجري هو حركة شعبية تطالب باحترام حقوقها، منتقدا ما وصفه بالمعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمة الأوكرانية التي تقوم بها أوروبا والغرب وأمريكا. وقال السفير الروسي "إنه لا نية لدى بلادنا في العودة إلى الحقبة السوفيتية، ومن يفكر بهذا المنطق لا عقل له، كما أنه لا رغبة لروسيا بعودة الحرب الباردة وإنما تريد عالما متعدد الأقطاب". ولفت السفير الروسي إلى أن خطر استخدام الأسلحة لايزال قائمًا ضد سكان مناطق شرق أوكرانيا الذين يناشدون الحكومة الروسية التدخل لحمايتهم، في حين تؤكد روسيا ضرورة أن يكون الحل سلميا، مشيرا إلى أن استفتاء القرم الذي جرى في 16 مارس الماضي كان نزيها وشفافا ووفق الإجراءات الديمقراطية والأعراف الدولية. ونوه السفير الروسي بأن روسيا بذلت جهودًا لإجراء حوار فعال وتعاون مع الشركاء الغربيين على أساس الانفتاح والتساوي والثقة المتبادلة إلا أنها بين الحين والآخر تصطدم بجدار صلب، موضحا أنهم حصلوا على مآربهم بطرقهم الخاصة، كما حصل في توسع الناتو نحو الشرق، ونشر البنية التحتية العسكرية على الحدود، ونشر نظام الدفاع الصاروخي الذي يمضي قدما برغم التخوفات الروسية.