أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن مصر تجاوزت الأزمة ولن تعود للوراء ، سواء للنظام السابق أو النظام الأسبق . وقال جمعة في مقابلة اليوم الأربعاء مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس وممثلي الصحافة المصرية بحضور أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية ، إن عجلة الزمن لا تعود إلى الوراء، مشددا على أن القيادة السياسية واعية لذلك "ولن نرجع إلى الوراء" بعد أن تجاوزنا الأزمات . وشدد الدكتور جمعة - قبيل مغادرته باريس فى ختام زيارة استغرقت يومين - على أن "الإرهاب لا دين له ولا وطن ،ونحن كمسلمين أول من نعاني من الإرهاب"، مشيرا إلى أن الإرهاب لا بد وأن يأكل من يدعمه "ومن يظن أنه بمنأى عنه فهو واهم" . وحذر وزير الأوقاف الدول الداعمة للإرهاب ماديا، ومعنويا، وإعلاميا، وسياسيا، من أنها إذا لم تتوقف عن ذلك فسيكتوى الجميع بنار الإرهاب، مشيرا إلى أنه إذا نجحت مصر فى محاربة الإرهاب، وستنجح في ذلك، فسيسود الإستقرار والأمن في المنطقة، وأوضح أنه يتعين على عقلاء العالم أن يقفوا جميعا في مواجهة الإرهاب . وقال وزير الأوقاف إن الحكومة المصرية والقيادة السياسية تدعم "التدين الصحيح" سواء التدين بالنسية للمسلمين أو المسيحيين وذلك من أجل "نبذ التشدد"، مشيرا إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية. وشدد على أن وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ينأى بالمساجد عن العملية السياسية، موضحا أن الكنائس والمساجد هي أماكن للعبادة فقط . وأشار إلى ما سبق وأن أكد عليه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب من إننا نريد أن نشرح الإسلام للناس لكى يفهموه بشكل صحيح، مشددا على إننا لا نسعى إلى "أسلمة" أوروبا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن البعثات المصرية الدينية تهدف في المقام الأول إلى تعليم المسلمين الدين الصحيح، بالاضافة إلى تعريف الشعوب بالإسلام الصحيح والوقوف على أبعاده الحقيقية. وأوضح الدكتور جمعة أن الإسلام لا يقبل التشدد والعنف وإراقة الدماء، كما أن الإسلام ينهي على القتل على أساس المعتقد لأن الله (عز وجل) كرم الإنسان بصرف النظر عن ديانته، بل إن الإسلام لا يجيز قتل من لا يحمل السلاح، أو هدم البنيان أو قطع الأشجار، لأن الإسلام "دين بناء وليس دين هدم" . وأضاف أن المشكلة التي نواجهها الآن أنه رسمت فى أذهان الغرب صورة خاطئة عن الإسلام بسبب بعض الجماعات التي تنتهج العنف تحت شعار الإسلام في عدد من مناطق العالم، مؤكدا على أن "ربط الإرهاب بالإسلام هو ظلم للدين الإسلامى . وحول الاجتماعات التي عقدها مع الجانب الفرنسى خلال زيارته إلى باريس، أشاد وزير الأوقاف بالكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أمس الثلاثاء، في إفتتاح معرض "الحج" بمعهد العالم العربي بباريس حيث أشار خلالها إلى أن فرنسا لا تحارب التدين ولكنها لا تقبل إستغلال الدين لأغراض أخرى ، وهو نفس المنهج الذي تتبناه مصر حاليا . وأوضح وزير الأوقاف أنه لمس عندما إلتقى مع الرئيس الفرنسى حرص باريس على دعم مصر وخاصة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب . وأشار إلى أنه إلتقى بمشاركة ، مع عدد من المسئولين الفرنسيين من بينهم مستشار وزير الخارجية للشئون الدينية , ومستشار وزير الداخلية للشئون الدينية ، وكذلك رئيس مركز الأديان بوزارة الداخلية . وأضاف أن الاجتماعات تركزت على الصورة الحقيقية لما يحدث فى الداخل المصري ورؤيتنا الفكرية، بالإضافة إلى الصورة الصحيحة للإسلام وما تقوم به وزارة الأوقاف لنشر الإسلام الصحيح . وأوضح أن المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية تطرق خلال الاجتماعات مع المسئولين الفرنسيين إلى الشق السياسي فيما يتعلق بالوضع فى مصر . وقال إن فرنسا تترقب إستكمال خارطة الطريق ، مشيرا إلى أنه إلتقى أيضا مع نائب وزير الخارجية السعودى الذى يزور العاصمة الفرنسية حاليا . وأعرب الدكتور جمعة عن شكره وتقديره لكل من المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة لدعمهم لمصر بما في ذلك فى المحافل الدولية المختلفة. وحول زيارته إلى المسجد الكبير بباريس، أكد وزير الأوقاف أن الوزارة والأزهر الشريف يدعمان جميع القوى الوسطية، مشيرا إلى أن الوزارة تتحرك بالخارج بالتنسيق مع وزارة الخارجية ونفس الأمر يتم عند إيفاد مبعوثين للخارج . وأضاف أننا أبدينا استعدادا لدعم مسجد باريس بالمطبوعات، والمساهمة في تعديل المناهج، وكذلك إيفاد العلماء المصريين إلى فرنسا، واستقبال أئمة من مسجد باريس في مصر .