نفى نبيل فهمي، وزير الخارجية، وجود أي تفكير في إنشاء محاور جديدة أو مجلس استراتيجي يضم مصر والسعودية والامارات والأردن، معتبرًا أن مثل هذه المحاور أو الأحلاف بمفهومها السيئ على غرار التي كانت قائمة من قبل ليست مطروحة مطلقًا، لكنه أكد أن التنسيق قائم في مواجهة الإرهاب وتمنى أن يشهد تزايدًا في هذا المجال وكذا في مجالات عديدة بين جميع الدول العربية. وأعرب فهمي عن تقديره للدول الداعمة لها في مواجهة الارهاب مثمنا قرار المملكة إدراج جماعة الإخوان كحركة إرهابية، وقال خلال لقاء مطول بعد ظهر اليوم الأحد مع الصحفيين بوزارة الخارجية إن دولًا أوروبية بدأت تتفهم الموقف المصري من هذه القضية كما هو الحال على الساحة العربية. وتعرض وزير الخارجية للعلاقات مع إفريقيا على ضوء زيارة وفد لجنة كبار الحكماء للقاهرة التي بدأت اليوم، وكذا لقضية السد الأثيوبي من مختلف جوانبها، وقال إن هناك تفهمًا أوروبيًا واسعًا لخطورة هذا السد. وكشف عن أن لقاءه مع نظيره الإثيوبي في بروكسل تضمن عرضا كاملا من جانب كل طرف لموقفه، في إطار من المصارحة، مشددا أن مصر ما زالت ترى أنه لا سبيل إلى حل هذه الخلافات سوى عبر التعاون الذي يحقق مصالح كافة الأطراف. ولفت إلى وجود تغير في موقف إفريقيا تجاه مصر عكسته بيانات صدرت عن تجمعي الكوميسا و"س ص" التي طلبت سرعة استعادة مصر دورها بالكامل في أنشطة الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أن زيارة وفد لجنة الحكماء للقاهرة للمرة الثالثة التي استهلها أمس بلقاء الرئيس عدلي منصور ورئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب تستهدف اجراء لقاءات مع المسئولين ومنظمات المجتمع المدني ومجلس حقوق الإنسان. واستغرب فهمي الحملة التي تعرضت لها مصر بسبب قرار صدر عن إحدى الدوائر القضائية في محافظة المنيا، وقال: نحن لا نعلق على أحكام القضاء ولا ينبغي ذلك طالما أن الحكم مازال متداولا ولم يتم البت فيه بصفة نهائية. وتعرض الوزير للحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي الذي كان قد اقترحه نظيره جون كيري من قبل خلال زيارته للقاهرة، مشيرا إلى أن العلاقات مازالت تشهد اضطرابا "وفقا لوصفه السابق لها"، رغم اللقاءات المستمرة بين البلدين، لكن هذا الحوار كما قال الوزير يحتاج للمزيد من الوقت. وأثنى الوزير على مضمون لقاءاته في بروكسل، مشيرا إلى أنها عكست تفهما كبيرا للموقف الراهن في مصر بخاصة لقاءاته مع سكرتير عام الناتو "راسمونسن" والمفوض الأوروبي لشئون الجوار ستيفان فولر، وكذا على لقائه مع كاثرين أشتون "مفوض الشئون الأمنية والسياسية، التي ستقوم بزيارة إلى القاهرة لاستكمال الحوار. وكشف عن أنه أبلغ الأوروبيين بمآخذ مصرية على بعض الموضوعات المعلقة التي كانت مثار الشد والجذب، لافتا إلى أنه بذل جهدا كبيرا لمعالجة هذه القضايا وتم الاتفاق على إيفاد مبعوث أوروبي لالتقاء خبراء مصريين ثم رفع تقرير بنتائج هذه اللقاءات إلى المستويات السياسية العليا.