أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن الأجهزة الأمنية نجحت خلال الفترة الماضية فى ضبط حوالى 15 خلية إرهابية تضم 94 إرهابيًا ارتكبوا العديد من التفجيرات وحوادث استهداف ضباط وأفراد الشرطة، والقوات المسلحة، بعدد من المحافظات، ومن بينها المتهمون بتفجير مبنى مديرية أمن القاهرة، وعمليات اغتيال رجال الشرطة بعدد من المحافظات. وقال وزير الداخلية على هامش فاعليات الدورةال31 لمجلس وزراء الداخلية العرب فى مدينة مراكش المغربية إن الأجهزة الأمنية خطت خطوات واسعة نحو تحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد بعد موجات من العنف والتطرف والإرهاب نفذها تنظيم الإخوان الإرهابى المدعوم داخليًا وخارجيًا من قبل بعض القوى والدول التى تحاول إسقاط الدولة المصرية. وشدد الوزير على استعداد الوزارة الكامل لتأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة وتأمين الناخبين والمقرات الانتخابية بشكل كامل والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه محاولة تعكير صفو العملية الانتخابية أو تعطيل تنفيذ خارطة المستقبل التى جاءت بإرادة الشعب المصرى الحر بعد ثورة 30 يونيو. ووعد وزير الداخلية المواطنين بطفرة ملموسة فى الأداء الأمنى خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أنه تم تكثيف الحملات الأمنية الموسعة بكل المحافظات للقضاء على البؤرالإجرامية ومعاقل الجريمة، بالإضافة إلى تكثيف الدوريات الأمنية والارتكازات والأكمنةالثابتة والمتحركة على كل الطرق والمحاور الرئيسية، فضلا عن إصدار توجيهات مباشرة إلى جميع المستويات القيادية بالوزارة بالتواجد الميدانى والمرور على الأكمنة والارتكازات وقوات تأمين المنشآت على مدى ال24 ساعة للتواصل مع الضباط والأفراد والتأكد من انتظام الخدمات الأمنية. وفي ما يلى نص الحوار: *على مدى يومين كانت هناك عدة لقاءات بين وزراء الداخلية العرب للبحث عن الأمن المفقود فى معظم الدول العربية كيف تقيم مؤتمر وزراء الداخلية العرب، وهل أتى ثماره المرجوة؟ - المؤتمر كان فرصة كبيرة للتشاور وعقد لقاءات بين وزراء الداخلية العرب، وكانت مكافحةالإرهاب القاسم المشترك بين كل الدول العربية، خاصة فى ظل عدم السيطرة على الحدود وتهريب الأسلحة، وتنقل الإرهابيين عبرها لارتكاب أعمال ضد الإنسانية تهدد كيان وسيادة الأمة العربية، ويدعمها فى ذلك عدد من الدول والمنظمات الدولية، وأعتقد أن المؤتمر كان إيجابيًا وشهد اتفاقًا بين كل الدول على أهمية التعاون وتوحيد الرؤى لمكافحة الارهاب، وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب. *أعلنت في كلمتك عن نجاح أجهزة الأمن المصرية في ضبط جهاديين من جنسيات مختلفة تم الدفع بهم لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات فى مصر نريد المزيد من التفاصيل عن هؤلاء؟ - بالفعل الأجهزة الأمنية المصرية نجحت فى إلقاء القبض على 14 من العناصر الجهادية الخطيرة المدربة بالخارج والمنتمية إلى عدد من الجنسيات قبل تنفيدها عمليات إرهابية واغتيالات فى مصر، وهؤلاء تم ضبطهم عقب تسللهم عبر الحدود الشرقية والجنوبية للبلاد، وعثر بحوزتهم على تكليفات من الرؤوس المدبرة للإرهاب بالخارج لتنفيذ أعمال إرهابية وتفجيرات تم رصدها لتنفيذ مخطط إسقاط الدولة المصرية، وتبين من التحقيقات مع هؤلاء الإرهابيين أنهم يعتنقون الفكر الجهادى، وأنهم تلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة وأسلوب التفجير والاغتيال بمعسكرات الإرهاب فى الخارج، وتسللوا عبر الحدود لتنفيد مخططاتهم الدنيئة إلا أن الأجهزة الأمنية استطاعت ضبط العديد منهم وتقديمهم للعدالة. *كيف نقلت للوزراء العرب ما يحدث على الساحة المصرية من أحداث؟ - على مدى الشهرين الماضيين تلقيت العديد من الاتصالات من عدد من وزراء الداخلية العرب فى الدول الشقيقة للاطمئنان على الحالة الأمنية فى مصر، بعد العديد من العمليات الإرهابية، ولذلك حرصت خلال كلمتى فى المؤتمر على استعراض ما شهدته مصر من أحداث عنف وموجات إرهابية شرسة عقب نجاح ثورة الشعب المجيدة فى 30 يونيو التى صححت المسار نحو الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، وفوتت الفرصة على من يدعون انتماءهم لتيار الإسلام السياسى ومحاولة العبث بمقدرات مصر عقب فشل تجربتهم، وفقدهم المصداقية لدى جموع الشعب، وقلت لهم إن عناصر الشر تصر على القيام بمحاولات يائسة للنيل من هيبة الدولة وترويع الآمنين، لكن رجال الشرطة والقوات المسلحة البواسل خاضوا معارك بطولية قدموا خلالها أرواحهم فداء للوطن، فمنهم من استشهد، ومنهم من أصيب، ومازالوا يقدمون التضحيات لمواجهة الجرائم الإرهابية الغاشمة التى قامت وتقوم بها فئات ضالة ترتدى عباءة الدين وهى بعيدة عنه كل البعد، فهى لا تعرف سماحة الأديان السماوية التى حرمت جميعها القتل والتدمير والإرهاب. *وماذا كان رد فعل وزراء الداخلية العرب .. وهل كان هناك اتفاق على مواجهة الإرهاب؟ - الجميع يوقنون أنه يستوجب تضافر الجهود ووحدة الصف العربى فى مجال تبادل المعلومات والخبرات حول قضايا التطرف، وكلنا يعلم أن الإرهاب لا وطن له ولا حدود تعوقه، وهو الأمر الذى اقترحت معه العمل على تطوير وتفعيل الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب لتحديد رؤية تنطلق منها رسالة محددة وأهداف متجددة بما يحقق أهدافنا فى دحر الإرهاب وتجفيف منابعه، وضبط عناصره فى إطار من التنسيق والتكامل، وشددت على الالتزام بتنفيد التعهدات القانونية التى تم التوقيع والتصديق عليها، خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود الوطنية، ونحن على يقين كامل بأن جميع أشقائنا العرب الذين يؤمنون بعروبة مصر وثقافتها وحضارتها وإسلامها الوسطى المعتدل سوف يصطفون معنا صفا واحدا فى إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وأيا كان مصدره لاقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، وفضح مخططاته الإرهابية والقائمين على دعمه وتمويله لتعيش شعوبنا فى سلام وأمان. *كيف ترى المقترح السعودي بإنشاء المكتب العربي للأمن الفكري؟ - لقد أيدت مصر مقترح المملكة العربية السعودية الخاص بانشاء المكتب العربى للأمن الفكرى والدى ترى فيه مصر قيمة كبيرة لدعم أمن المواطن العربى واستقراره وحمايته من مخاطر الانحرافات الفكرية. * قرار إدراج جماعة الإخوان جماعة إرهابية في كل من مصر والسعودية أضفى على لقائك بسمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أهمية خاصة.. ماذا دار في هذا اللقاء؟ - اللقاء مع صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير داخلية المملكة العربية السعودية كان إيجابيًا ومثمرًا للغاية في ظل تطابق الرؤى في ما يتعلق بجماعة الإخوان الإرهابية والأمير محمد بن نايف أعرب عن دعم بلاده الكامل للإجراءات التى تقوم بها وزارة الداخلية المصرية لمكافحة الإرهاب وضمان أمن الشعب المصرى فى ظل التحديات التى تشهدها العديد من دول المنطقة، ونحن أعربنا عن تقديرنا موقف المملكة العربية السعودية الداعم للجهود المصرية فى مكافحة الإرهاب، خاصة القرار السعودى الأخير باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية. *وماذا عن لقائك بالشيخ سيف بن زايد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الإماراتى؟ - بحثنا خلال اللقاء سبل تعزيز التعاون الأمنى المشترك بين القاهرة وأبوظبى فى مختلف المجالات، خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب وأعرب وزير الداخلية الإماراتى عن دعم بلاده الكامل لجهود وزارة الداخلية المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب. *كيف ترى ما ذكره وزير داخلية لبنان من استغلال عودة مصر لدورها الإقليمي لتحقيق الأمن العربي؟ - نهاد المشنوق وزير الداخلية والبلديات اللبنانى دعا فى كلمته فى المؤتمر إلى تماسك الدول العربية من أجل مواجهة الإرهاب، مؤكدًا أن وحدة الكلمة العربية أصبحت ممكنة، بعد عودة مصر للقيام بدورها الإقليمى فى المنطقة العربية إلى جانب المملكة العربية السعودية، ودول التعاون الخليجى، وهو ما من شأنه إعادة التوازن العربى ضد المشروعات الإقليمية والدولية التى تستهدف النيل من وحدة الأمة العربية، وإشاعة الفوضى والإرهاب على أراضيها، وهو ما يعد اعترافا فعليا بعودة مصر مرة أخرى إلى أحضان اشقائها العرب وإلى دورها الإقليمى والدولى البارز عقب ثورة 30 يونيو. *هل تطرقت خلال لقائك مع وزير الداخلية الفلسطيني إلى تدخلات حماس في الشأن المصري وضبط الحدود مع غزة؟ - بحثت مع سعيد أبوعلي وزير الداخلية الفلسطيني كل المسائل الأمنية المشتركة، وحق مصر في حماية حدودها من تسلل الإرهابيين وإحكام السيطرة الأمنية على الحدود بين البلدين لمواجهة عمليات تهريب العناصر الإرهابية والأسلحة عبر الأنفاق والحد منها، ودلك فى إطار الجهود المتبادلة لمواجهة الإرهاب، كما بحثنا تعزيز التعاون الأمنى المشترك فى مختلف المجالات الأمنية، خاصة فى مجال تبادل المعلومات والخبرات والتدريب، وأبدى وزير الداخلية الفلسطينى رغبة واضحة فى توسيع قاعدة التعاون الأمنى مع مصر فى شتى المجالات. *الرأى العام يريد الاطمئنان على جهود أجهزة الأمن فى ملاحقة منفذى حوادث تفجيرات مديرية أمن القاهرة، والعديد من العمليات الإرهابية التى شهدتها البلاد مؤخرًا؟ - الحمد لله تمكننا من إلقاء القبض على منفذى تفجير مديرية أمن القاهرة، وكان آخرهم مسئول جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية بالقاهرة محمد السيد منصور الطوخى الملقب ب"أبوعبيدة"، الذى قتل على أيدى قوات الأمن خلال عملية إلقاء القبض عليه بمنطقة جسر السويس بعد قيامه بإطلاق النار على القوات، في أثناء ضبطه والذى يعد من أخطر العناصر الإرهابية نظرا لتلقيه تدريبات عسكرية فى معسكرات كتائب القسام وسوريا، وذلك بمساعدة اثنين من قيادات حركة حماس قبل عودته إلى البلاد عبر الأنفاق؛ لارتكاب أعمال عنف وتخريب، ونجحنا قبل ذلك فى إلقاء القبض على 7 من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة المتورطة فى حادث استهداف مديرية أمن القاهرة؛ فضلا عن 8 من العناصر الإرهابية الذين نفذوا عددًا من التفجيرات بمحافظة الإسكندرية، و6 آخرين فى محافظة بنى سويف و12 من أخطر العناصر الإرهابية المنتمية إلى جماعة أنصار بيت المقدس فى سيناء. *ما هى استعدادات الوزارة الداخلية لتأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ - نحن مستعدون لتأمين الانتخابات بشكل كامل والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه محاولة تعكير صفو العملية الانتخابية، أو تعطيل تنفيذ خارطة المستقبل التى جاءت بإرادة الشعب المصرى الحر، بعد ثورة 30 يونيو، وعقدت العديد من الاجتماعات مع مساعدى الوزير المختصين لوضع الخطط الأمنية اللازمة لتأمين الانتخابات بالتنسيق مع القوات المسلحة والتى ستنقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية تشمل مرحلة تأمين عملية التصويت، ومرحلة فرز الأصوات ومرحلة تأمين الشارع المصرى في ما بعد إعلان النتائج. *هل قوات الأمن قادرة على السيطرة على أعمال الشغب بالجامعات؟ - العملية التعليمية هى ركيزة المجتمع والحرص على استمرارها وانتظامها واجب وطنى يتحمل مسئوليته الجميع، ولذلك فلن نسمح بأى محاولات لاستخدام العنف أو إشاعة الفوضى أو التعدى على المنشآت خلال الفصل الدراسي الثانى بالجامعات، وأى محاولات من هذا القبيل ستواجه بكل حسم وحزم ووفقا للقانون، وهناك تمركزات أمنية بمحيط كل الجامعات على استعداد كامل ودائم للتدخل الفورى؛ لوقف أى عنف داخل الجامعات؛ لحماية أبنائنا الطلاب وحفاظًا على المبانى والمنشآت التعليمية التى هى ملك للشعب المصرى. وأضاف الوزير خلال المؤتمر أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء منذ توليه مهام الحكومة الجديدة، أعلن عن أن عودة الأمن بشكل كامل يأتى على رأس أولويات العمل بحكومته، وأكد دعمه الكامل لرجال الشرطة فى أكثر من لقاء، كان آخرهم بى وبرفقتى عدد من المساعدين ومديرى الأمن، ووعد بتوفير كل الإمكانات اللازمة لتحقيق الأمن والانضباط فى الشارع المصرى، وأن جميع التجهيزات والمعدات اللازمة لتطوير الأداء الأمنى ستصل الوزارة قريبًا. المواطن سيشهد فى الفترة المقبلة طفرة ملموسة فى الأداء الأمنى، حيث تتوسع الأجهزة الأمنية فى شن الحملات الكبرى بكل المحافظات للقضاء على البؤر الإجرامية ومعاقل الجريمة بجانب زيادة عدد الدوريات الأمنية والارتكازات والأكمنة الثابتة والمتحركة. وتابع الوزير، أصدرت تعليمات مباشرة لكل القيادات الأمنية بتكثيف التواجد الأمنى فى الشارع لمواجهة الخروج على القانون، وتحقيق الانضباط والمرور على الأكمنة والارتكازات وقوات تأمين المنشآت على مدى ال24 ساعة للتواصل مع الضباط والأفراد والتأكد من انتظام الخدمات الأمنية، وقمت بعدة جولات مفاجئة بالقاهرة والجيزة، والقليوبية والسويس والمنوفية لتفقد الأوضاع الأمنية على الطبيعة وخلق حالة من الاستنفار الأمنى لدى كل القطاعات الشرطية من جانب وتوصيل رسالة معنوية إلى جميع أبنائى وأخوتى من رجال الشرطة بأننى معهم دائمًا فى موقع الأحداث. *كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى فى مصر .. متى تعود الجماهير إلى مدرجات الملاعب؟ - عودة الجماهير للمدرجات ليس قرارًا فى يد وزارة الداخلية، ولكنه قرار فى أيدى الجماهير أنفسهم، فبعد أن سمحنا بعودة الجماهير إلى الملاعب واستئناف النشاط الرياضى حرصا على مصالح الأندية من جانب، ومراعاة لشعبنا العظيم المحب لكرة القدم من جانب آخر فوجئنا بعنف غير مبرر وتعدى بالشماريخ والألعاب النارية والمولوتوف على رجال الشرطة من جماهير الألتراس الأهلاوى خلال مباراة النادى الأهلى ونادى الصفاقسى التونسى فى نهائى كأس السوبر الأفريقى، وهو ما أدى إلى إصابة العشرات من رجال الشرطة، واحتراق وتحطم عدد من سيارات الشرطة، وسيارات المواطنين بالمنطقة المحيطة باستاد القاهرة الدولى، ثم تلا ذلك قيام جماهير الزمالك (الوايت نايتس) بقطع طريق النصر والتجمهر أمام استاد القاهرة ومحاولة اقتحامه لحضور مباراة فريق نادى الزمالك مع نادى كابو سكورب الأنجولى فى إطار بطولة إفريقيا، وأيضًا التعدى على القوات بالشماريخ والألعاب النارية، وكانت الرياضة قد تحولت من نشاط بدنى مفيد إلى حرب ضد الشرطة.