"مسلة سنوسرت الأول" هي أحد المعالم التاريخية التي تشتهر بها مدينة الفيوم، حيث تتوسط ميدان بمدخل المدينة، عرف باسمها وأطلق عليه "ميدان المسلة"، وهي تعتبر من أقدم المسلات التي عرفت في مصر. كانت السيدات يطفن حول هذه المسلة قبل نقلها من قرية إبجيج بمركز الفيوم، اعتقادا منهن بأن ذلك يشفي من العقم ويسرع من عملية الحمل بالأطفال إن لم تكن تنجب من قبل، حيث ساد هذا الاعتقاد بين السيدات اللاتي كن يتوجهن إلى قرية إبجيج خصيصا من أجل ذلك. أحمد عبدالعال، مدير فرع هيئة الآثار بمحافظة الفيوم، يشير إلى أنه في بعض الأحيان يطلق عليها لوحة لأن شكلها مدبب من الأعلى، وليست كالمسلات الأخرى، حيث تتكون من الحجر الجرانيت الأحمر، وترجع قصتها إلى العثور عليها في قرية إبجيج بمركز الفيوم، والمسلة أقامها الملك سنوسرت الأول احتفالا ببداية تجفيف أرض الفيوم، حيث كانت الفيوم كلها بحيرة ومستنقعات نتيجة لكونها حوض يبلغ انحداره 33 مترا أعلى سطح البحر عند اللاهون، و22 مترا فوق سطح البحر عند مدينة الفيوم و47 مترا أسفل سطح البحر عند بحيرة قارون، مما جعل مياه الفيضان تملأ هذا الحوض. ويوضح عبدالعال، أن ملوك الأسرة الثانية عشر جففوا أراضي الفيوم وشقوا الترع وأقاموا البوابات والقناطر حتى تصبح الفيوم محافظة زراعية، وبها أجود الأراضي، حيث كانت الفيوم في العصر اليوناني والروماني مزرعة وحديقة مصر، وكانت تصدر كل زراعتها إلى روما، وأصبحت سلة الغلال لروما عاصمة الإمبراطورية الرومانية.