فى محاولة منهم لطرح مبادرات جادة لتمكين الشباب وإسماع صوتهم؛ طرح عدد من شباب الثورة مشروع "قادة المستقبل" من أجل بناء شبكة تواصل بين الشباب ومؤسسات الدولة لحل مشاكل المواطنين ووضع آليات للحلول والاستعانة بخبراء متخصصين لحل تلك المشكلات. وأوضح عصام الشريف، منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى وعضو اللجنة المركزية للمشروع فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" أنهم كشباب حددوا أهداف ومهمات سعوا لتحقيقها عبر "قادة المستقبل" كان أهمها وضع خطة عمل لمشروع قومى يتم من خلاله إيجاد شبكة أمان اجتماعية وثقافية، والعمل على إيجاد آليات للتواصل مع جميع أنحاء مصر. كذلك التلاقى مع الكوادر الشبابية التى تجمعهم بهم رؤية واحدة تتفق ومبادئ وأهداف ثورتى 25 و30، والبحث عن أدوار ومشاركات فاعلة فى إقامة الدولة المدنية الحديثة، وتتفق مع الخلفية والهوية الثقافية والحضارية والدينية الوسطية للشعب المصري، وفتح قنوات اتصال بين الأجهزة التنفيذية للدولة وشباب القرى والمراكز والمحافظات، لتحديد الإشكاليات التى ترتبط بكل منطقة لتوضع فى ضوئها الحلول الخاصة بكل محافظة. ولفت إلى أنهم قرروا بدء جولاتهم للتعريف والحشد للمشروع بالصعيد نظرا لما يعانيه الشباب هناك من تهميش وضعف فى الخدمات والإمكانات حيث بدأ المشروع جولاته منذ أربعة أيام زار خلالها أسوان، الأقصر، الوادى الجديد، قنا، سوهاج"، مشيرا إلى أن المبادرة تمكنت من ضم ما يقرب من 1500 عضو وأنها ستسعى لضم المزيد من الأعضاء على مستوى باقى المحافظات حيث سينطلق أعضائها بعد ذلك صوب محافظات الدلتا وبحرى وسيناء ومدن القناة. أوضح الشريف أنهم تواصلوا مع مؤسسة الرئاسة وعدد من مؤسسات الدولة التى أبدت ترحيبها بتقديم الدعم اللازم لحل المشكلات التى سيجمعها المشروع حيث سيتم عرض تقرير مفصل على مؤسسة الرئاسة بعد انتهاء جولتهم فى كل المحافظات ، مؤكدا على أن مبادرة "قادة المستقبل" مستقلة سياسياً عن أى حركة أو اتجاه سياسي وأن الهدف منها هو إسماع صوت الشباب ومعرفة المشكلات التى يواجهونها فى القرى والمحافظات المختلفة وإشراكهم فى حلها. أضاف:" للأسف من خلال جولاتنا بالصعيد وجدنا أن دور الدولة ومؤسساتها غائب ومحدود وأن الناس هناك تعتمد بشكل كبير على فلول نظام مبارك وفلول الإخوان لإنجاز ما يحتاجونه من خدمات الأمر الذى يشير بقوة إلى فقدان ثقة بين الناس والدولة ونسعى من خلال هذا المشروع إلى إعادة بناء تلك الثقة وتمكين الشباب وإعدادهم كقيادات شعبية بديلة للقيادات الفاسدة، التى كانت منتمية للحزب الوطنى وجماعة الإخوان" وكشف محمود عفيفي، المتحدث باسم تيار الشراكة الوطنية وعضو اللجنة المركزية ل"قادة المستقبل" أن فكرة المبادرة ظهرت مع اجتماعهم كشباب الثورة مع المجموعة الوزارية عقب الاستفتاء على الدستور لبحث أسباب عزوف الشباب عن المشاركة فى الاستفتاء حيث وجهوا خلاله اتهامات للحكومة بالتقصير فى التواصل مع الشباب وعودة فلول نظام مبارك مرة آخرى لذا حاولوا ابتكار مبادرة تخلق تواصلًا مباشرًا مع المسئولين. وأوضح أن المبادرة ستقوم بتدريب المشاركين فيها على إعداد القادة والتواصل ومهارات الاتصال بشكل مباشر لتكوين قاعدة شبابية مدربة على القيادة فى كل النجوع والقرى، لمناقشة المشاكل التى تواجه قراهم ومدنهم ومحافظاتهم، لتكوين قيادة حقيقية قادرة على تغيير المستقبل، بالإضافة إلى حصر المشكلات التى يواجهها الشباب فى كل محافظة ورؤيتهم فى حلها وعرض ذلك على لجنة من الخبراء فى كافة التخصصات لدراسة تلك الرؤية ومدى إمكانية تطبيقها على الواقع وتقديم حلول مبتكرة لها وصياغة آليات التنفيذ ثم سيتوجهون بعد ذلك بتلك الحلول المقترحة إلى المسئولين بالدولة كلٍ فى مجاله . بدوره، أوضح عمر الجندى، أمين سر جبهة الإنقاذ وعضو اللجنة المركزية للمبادرة أنها تهدف فى النهاية لخلق شراكة حقيقية بين الشباب والمسئولين فى حل مشكلات مصر فى هذه الفترة الراهنة وتقريب الشباب من متخذى القرار بالدولة والاستفادة من خبراتهم. ولفت إلى أن أبرز المشكلات التى واجهوها خلال جولتهم بالصعيد حتى الآن كانت تدهور خدمات الصحة والصرف الصحى وانتشار البطالة ، معرباً عن تفاؤله باستجابة المسئولين لما ستخرج به المبادرة من حصر للمشكلات المختلفة وحلولها، مدللاً على ذلك باستجابة المسئولين لهم لحل مشكلة مصنع كيما بأسوان فور علمهم بها، معتبراً تلك بادرة على وجود نية حقيقية لدى المسئولين بالدولة للاستجابة لما ستطرحه المبادرة من مشكلات يواجهها الشباب. وأشار إلى أن تمويل تلك المبادرة يعتمد على الجهود الذاتية فى المقام الأول إلى جانب دعم أجهزة الدولة لها، حيث تحمل الشباب المشارك فيها نفقات انتقالته، موجهاً الشكر لشركة المقاولون العرب لاستضافتهم فى الاستراحات الخاصة بها.