تباينت ردود الأفعال بين أوساط المعتصمين بميدان التحرير بين مؤيد للاستمرار فى الاعتصام بالميدان ومعارض له، فى أعقاب إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبول استقالة رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق، وتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الوزارة الجديدة..إضافة الى فئة أخرى علقت موقفها من الاعتصام انتظارا لتشكيل الحكومة الجديدة. قال مؤيدو الاعتصام إن مطالبهم منذ اندلاع ثورة "25 يناير" هى إسقاط النظام بالكامل ،نحن معتصمون بميدان التحرير حتى يتحقق هذا المطلب..واستقالة شفيق تعد خطوة على طريق تحقيق هدف اسقاط النظام. أضافوا:أن مطالبهم المتبقية تتمثل فى حل جهاز أمن الدولة وسط دعوات منخفضة الصوت بينهم بإعادة هيكلته وليس حل الجهاز، وإقالة جميع مدراء الأمن والمحافظين ورؤساء المدن والقرى والأحياء، وتغيير الدستور وليس تنقيحه. وتابعوا:إنهم يردون على الدعوات التى تنادى بعدم وجود الوقت الكافى لإعداد دستور جديد "بأنه يمكن للمجلس الأعلى للقوات المسلحة تطبيق دستور عام 1954 فى الوقت الحالي مع زيادة عدد المقاعد فى البرلمان بما يتناسب مع الزيادة السكانية. شهد الميدان اليوم دخول معتصمين جدد ينادون بمطالب فئوية، فمنهم من يعمل بقطاع شركات التأمين ويطالب برحيل رئيس الشركة القابضة للتأمين، ومنهم من يطالب بإعادة فتح التداول بالبورصة المصرية وآخرون يطالبون بإغلاقها.. ويحاول كل طرف أن يسوق مبررات تبرهن على صحة موقفه على الجهة الأخرى، قال معارضو الاعتصام إنهم تضامنوا مع الثورة منذ يوم"25 يناير" وشهدوا مولدها منذ اليوم الأول لأنهم ضد الفساد الذى استشرى فى البلد. وعندما لمسوا اتجاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمحاربة ذلك الفساد والقضاء عليه أيدوه بشكل كامل، لكن ليس من المنطقى تطبيق الاصلاح والقضاء على رءوس الفساد بين ليلة وضحاها، فلابد للاجراءات القانونية أن تأخذ مجراها. وأشاروا إلى أن مايطالب به الآن معتصمو التحرير هو تجاوز للقانون وفيه عدم تمهل وصبر لاتاحة الفرصة للقوات المسلحة والعدالة من أجل تنفيذ المطالب التى استجابوا لها.. وقالوا: إنهم حكموا على حكومة الفريق أحمد شفيق بالفساد لمجرد أنها حوت أشخاصا كانوا فى عهد مبارك، فى الوقت الذى عدنا وعاد فيه ثوار 25 يناير إلى عملهم للقيام بدورهم تجاه وطنهم والبدء فى العمل الجاد لإعادة بناء البلاد من جديد . وأضافوا:أنهم تمكنوا من اسقاط النظام وتغييره وفق إرادتهم وإرادة الشعب والآن يجب الاتجاه لتغيير أنفسنا..لافتين الى أن عددا كبيرا من المستوردين توقفت أنشطتهم بسبب قيام السفن المتجهة إلى مصر بفرض رسوم إضافية على النقل، نظرا للظروف الحرجة التى تمر بها البلاد والاعتصامات الجارية حتى الآن . وانتقد عدد من المعتصمين آداء الصحف القومية، وأداء أحد مراسلى التلفزيون المصرى الذى تواجد لتغطية فعاليات أحداث الميدان هذا الأسبوع واتهموهم بتزييف الحقائق.. مؤكدين أن عددا من الصحفيين القوميين ومراسل التلفزيون تحدثوا معهم وفوجئوا بنشر كلام يخالف لما ذكروه. بين الاتجاهين كان هناك طريق ثالث ،حيث رأت فئة من المعتصمين أن تعلق موقفها من الاستمرار فى الاعتصام انتظارا لتشكيل الحكومة الجديدة وما ستحتويه من وزراء يستطيعون قيادة سفينة التنمية خلال الفترة المقبلة فى مصر. تباينت ردود الأفعال على شبكة التواصل الاجتماعى الفيس بوك عقب إعلان المجلس العسكرى قبول استقالة الفريق أحمد شفيق وتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الوزارة الجديدة. وقام أكثر من 600 شاب بإنشاء صفحة لمطالبة رئيس الوزراء الجديد بحلف اليمين الدستورى فى ميدان التحرير ، حيث يرون أن قسم اليمين لابد وأن يكون أمام الشعب المصدر الرئيسى للسلطة . وانضمت لهم فى الطلب شبكة الرصد التى أنشأها عدد من الشباب لتكون بمثابة وكالة أنباء على الفيس بوك، حيث يتجاوز عدد أعضائها 200 ألف عضو. وقالت شبكة الرصد "إن الفريق أحمد شفيق أول رئيس وزراء يتم إعلان خبر استقالته على الفيس بوك". تضمنت تعليقات أعضاء الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إشادة بقرار المجلس بتغيير حكومة الدكتور شفيق ،وقالوا إنهم يأتمنون الجيش على التغيير وعلى مطالبهم. على الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء -التى تجاوز عدد أعضائها 95 ألف عضو- تنوعت التعليقات بين الشكر للقوات المسلحة للاستجابة لمطالب الشعب، وتوجيه الشكر للفريق أحمد شفيق واستنكار الاستقالته.