أثارت استقالة الدكتورة مني مينا ، من منصبها كأمين عام للنقابة العامة للأطباء، حالة من الجدل، داخل الأوساط الطبية و النقابية، وخاصة أنها جاءت بعد توليها المنصب بأسابيع قليلة، عقب انتخابات التجديد النصفي الذي أجريت في منتصف ديسمبر الماضي. وفي محاولة لإنقاذ تيار الاستقلال، ومجلس النقابة العامة للأطباء من الانهيار و التفكك، يمارس بعض أعضاء المجلس و بعض الناشطين ضغوطًا قوية علي الدكتورة مني مينا لإثناءها عن الاستقالة، و خاصة أنه في حالة الإصرار عليها قد يدفع ذلك أكثر من عضو علي اللحاق بها، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها المجلس ووقوعه بين مطرقة مطالب الأطباء المشروعة، و سندان تجاهل الحكومة و الاستجابة الضعيفة لمطالبهم بقانون لا يرقي لمستوي طموحاتهم. وقال الدكتور خيري عبد الدايم، نقيب الأطباء، في تصريحات ل"بوابة الأهرام" إن الدكتورة مني مينا لم تتقدم باستقالتها رسميا للمجلس و لم تحضر للنقابة، مشيرًا إلي أنه و بعض أعضاء المجلس سوف يتواصلون معها لإثناءها عن الاسقالة، لافتًا إلى أن المرحلة الحالية تحتاج تكاتف الجميع. وقال الدكتور رشوان شعبان، الأمين العام المساعد بالنقابة العامة للاطباء: "لن نسمح لها بمغادرة موقعها وسنرغمها على الاستمرار، مؤكدًا أن أداء منا مينا خلال الفترة الماضية وحتى قبل توليها منصب الأمين العام، رائع وأنها أحد أركان العمل النقابي حاليا". وأضاف "علي الرغم من الاتفاق مع الدكتورة مني مينا، علي تفشي الداء العضال (السلبية و الاكتفاء بموقع المشاهد) بين الأطباء، لكن نرفض رفضا قاطعا انسحابها من المشهد، و الوقوع فريسة للضغوط، أو الانهيار تحت ركام النقد الشديد، وشدد على أن الحل في بقائها صامدة و ساعية لتحقيق ما انتخبها الأطباء من أجله و إيجاد استراتيجية لتحريك جموع الأطباء و توجيه طاقتهم في الاتجاه الصحيح. ووصف الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، قرار الدكتورة منى مينا بسحابة صيف غير متوقعة، مشيرًا إلي أن الاستقالة غير رسمية، ولم تقدمها إلى مجلس النقابة، بل كتبتها فقط على صفحتها في فيسبوك، موضحًا أن المجلس يحاول التواصل معها، ولكن هاتفها مغلق. وقال:" نحن متمسكون بها، وإذا قدمت هذه الاستقالة إلى مجلس النقابة، لن نقبلها"، متوقعًا أن تتراجع منى مينا عن موقفها. وأكد أن قرار الاستقالة ليس منسجمًا مع شخصيتها، مرجعا اتخاذها هذا القرار إلى ضغوط فوق طاقتها لانعدام الاستجابة من الدولة لمطالب أعضاء المهن الطبية من جانب، وإلى احباط الأطباء واستبدال توجيه غضبهم من الدولة نحو النقابة". وقال الدكتور حسام كمال، عضو مجلس النقابة العامة للاطباء، ومقرر لجنة الإعلام و النشر، إن خبر استقالة الدكتورة منى مينا كان مفاجأة للجميع، موضحا أنها تحملت فوق قدرة أي شخص على الاحتمال. وأضاف " بالنسبة لكثير من أعضاء المجلس ليست مجرد عضو نشط، لكنها "معلم ومرشد لهم، قائلًا:" لما كنا نيأس كانت هى التي تعطينا الأمل كي نكمل". وقال:" لما ضعفت ويأست وقدمت استقالتى طلبت مني عدم الاستعجال، لأنه مازال هناك أمل، و لهذا لا اتخيل أنها يمكن أن تستقيل، مضيفًا:" واثق في أن من أعطانا الأمل في التغيير لن ييأس بسهولة، وأتمنى أن تتراجع قريبًا، ولفت إلى أن هناك شبه إجماع بين أعضاء المجلس على التمسك بها ورفض الاستقالة". وتساءل الدكتور أيهاب الطاهر، أمين عام نقابة أطباء القاهرة: "من يقولون عن منى مينا أنها باعت القضية من أجل حرصها على المنصب، عن أي منصب يتحدثون؟، فالعمل النقابى تكليف صعب و ليس منصبا على الإطلاق ، و منى مينا رفضت من قبل منصبا وزاريا، وأخذت بإجازة بدون مرتب حتى تتفرغ للعمل النقابى، و تقضى 12 ساعة يوميا بالنقابة فى عمل مستمر بدون أى مقابل، ولها تاريخ طويل فى الدفاع عن حقوق الأطباء منذ سنوات طويلة". وأضاف :" من الممكن أن يقول لها أى زميل أنها أخطات و لكن ماذا نقول للزميل الذى يقول لها أنت خائنة ؟".