يبدو أن ثورة 25 يناير كانت ناقوس دق على أبواب كثير من القنوات الفضائية التى قررت اخيراً ان تنتبه إلى الشباب وتفتح ذراعها لهم بعد سنوات طويلة قضتها تلك المحطات بين الاهتمام بعرض المسلسلات والأفلام وبرامج الموضة حتى أن الشباب عندما كان يبحث عن نافذة يعبر من خلالها عن رأيه وأفكاره فكانت محاولاته تبوء بالفشل ليكون الفيسبوك هو طاقة الأمل الوحيدة لديه ،والتى نبهت العالم كله أن الشباب المصري قادر على تغيير منظومة بلد بأكملها في الوقت التى كانت برامج الفضائيات تتهم فيه هؤلاء الشباب بعدم تحمل المسئولية والسطحية في التفكير. ويزعم الكثيرون خلال هذه الأيام بالتجهيز لقنوات وبرامج تعبر عن شباب الثورة ، ومنها قناة التحرير والتى أطلق البث التجريبي لها مؤخراً ويتولى رئاستها الكاتب إبراهيم عيسي والذى يشارك في تمويلها أيضاً بالاشتراك مع المنتج الفنى أحمد أبو هيبة ومهندس الديكور محمد مراد. القناة ستضم عددا كبيرا من الكتاب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير منهم بلال فضل ،ونوارة نجم،وأحمد العسيلي ، وأحمد يونس على أن يقوم عيسي بتقديم برنامج توك شو رئيسى على القناة بالإضافة إلى برنامجين عن ائتلاف الثورة. كما تجهز قنا مودرن حالياً لإطلاق قناة جديدة تحمل اسم "مودرن حرية" وستخصص أيضاً للشباب كما يتم الإعداد لبرنامج "شباب 25 يناير" والذى بدأت قناة الفراعين في التحضير له وسيقوم بإعداده وتقديمه واختيار ضيوفه شباب الثورة وحدهم. كل هذا ولم يلتفت التليفزيون المصري لتقديم أي مبادرات عن تقديم برامج خاصة لشباب الثورة واكتفى باستضافة عدد قليل منهم على الهواء في الأيام الأخيرة قبل رحيل النظام في حين أنه ابتعد عنهم تماماً خلال هذه الأيام وركز تغطيته فقط على الأحداث في ليبيا رغم أن هناك جموع كبيرة من الشباب مازالوا يحلمون بالظهور على شاشة التليفزيون الحكومى لدولتهم والتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية. والحقيقة أن التليفزيون المصري لم يلتفت خلال السنوات الماضية لتقديم أية برامج تعبر عن الشباب ، فبعد توقف البرنامج الشهير "أمانى وأغانى" منذ أواخر التسعينيات واختفت برامج الشباب مع الاكتفاء بتقديم برنامجين فقط على القناة الأولى والثانية عن الانترنت واستخدامات الكمبيوتر على اعتبار أن تلك البرامج خاصة بالشباب من وجهة نظرهم.