نشرت صحيفة ديلي تلجراف مقالاً حول الأوضاع التي وصفها بالمروعة للاجئين في جنوب السودان تحت عنوان "الملاذ المزري للاجئي جنوب السودان داخل وطنهم". وقالت الصحيفة: منذ أسابيع كان الجنوب سودانيون يعتبرون مقر الأممالمتحدة في بلادهم الوليدة خارج الحدود لكنهم لم يتصوروا أن يتحول ذلك المكان إلى أكثر المناطق المكتظة بالسكان على وجه الأرض. وتضيف: إن نحو 17 ألف لاجئ، الذين فروا من منازلهم يعيشون في مساحة لا تتعدى 45 فدانًا هربًا من القتال الدائر بين أنصار الرئيس، سلفا كير ميارديت الذين ينتمي معظمهم إلى قبائل الدنكا، وأنصار نائبه المبعد، رياك ماشار الذين ينتمي إلى قبيلة النوير منذ اتهام الرئيس نائبه السابق بتدبير محاولة انقلاب. وتستطرد الصحيفة واصفة الموقع قائلة: إن تلك الأعداد من المدنيين، الذين أصبحوا لاجئين داخل وطنهم، يفترشون الأرض الرملية المشبعة بالشمس الحارة ويتنافسون على المساحة الترابية التي سيضعون خيامهم أو فرشهم عليها بجوار خزانات المياه النظيفة والمراحيض. وتقول: إنه على عكس اللاجئين في معظم الحروب فإن هؤلاء لم يهربوا من تقدم قوات الجيش فقط بل أيضًا من المنتمين لقبائل الدنكا الذين أضحوا يستهدفون المدنيين من قبيلة النوير حتى أولئك الذين لا ينتمون لحركة التمرد أو الذين لا يحملون السلاح. وأضافت أنه بالرغم من أن الأممالمتحدة تحاول جاهدة توصيل المساعدات إلى اللاجئين إلا أنه يصعب ضمان وصولها إلى الجميع في ظل ذلك التكدس الذي قد ينذر بقدوم الأوبئة لا محالة. واختتمت الصحيفة بأن ما يزيد المآساة قسوة أنه لا يبدو وجود حل قريب لها حيث يشعر اللاجئون بذعر شديد مما يجعل نقلهم إلى أي مكان آخر خارج تلك المساحة المزرية مستحيلاً على حد وصف الكاتب.