ذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي تكتنفه المشاكل يحاول جاهدا التشبث بمنصبه في الوقت الذي بات فيه نجله آخر شخصية بارزة يرد أسمها في تحقيق فساد آخذ في الاتساع. وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني – إن أردوغان بدأ في القتال بعد خسارة ثلاثة وزراء قرروا الاستقالة في أعقاب القبض على أبنائهم في التحقيق حيث رفض مطالبات تتضمن طلبا من أحد الوزراء بتنحيه. وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان ذكر للصحفيين أثناء عودته على متن طائرة من زيارة لباكستان "إذا أرادوا محاولة استهداف رجب طيب أردوغان من خلال هذا، فستذهب محاولاتهم سدى. وهم يعلمون هذا وذلك هو السبب في مهاجمتهم الوزراء". وأكد رئيس الوزراء التركي أن المحققين يوجهون أنظارهم حاليا باتجاه مؤسسة خيرية يطلق عليها المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية "تورجيف" يعد نجله بلال أحد أعضاء مجلس إدارتها. وأوضحت الصحيفة أن هناك تقارير تفيد بأن المحققين يبحثون في تعديلات جرت على خطة تشييد مبنى أجرته المؤسسة لمجلس إسطنبول المحلي كمكان لإقامة الطلاب. وقال أردوغان "ذلك المكان لإقامة الطلاب وليس فندقا يملكه بلال أردوغان. إنهم يريدون النيل مني من خلال تورجيف". ولفتت الصحيفة إلى أن ادعاءات الفساد جمدت الكثير من عمل الحكومة وجهاز الشرطة والقضاء، منوهة إلى أن هذه المؤسسة الأخيرة تعد معقلا لحليف إسلامي سابق لأردوغان – وعدو لدود حاليا – ألا وهو فتح الله كولن رئيس إحدى المؤسسات الخيرية الدينية والتربوية والموجود في الولاياتالمتحدة. واعتبرت الصحيفة أن الانقسام الحادث في صميم الحكومة التركية يمكن أن تكون له عواقب دولية خطيرة ويضعف حليف رئيسي هو المعارضة في سوريا المجاورة في الفترة التي تسبق محادثات السلام. ورأت الصحيفة أن هذا الانقسام قد يكون له تأثير أيضا بالنسبة لإيران التي تتسم علاقاتها مع تركيا بالغموض وحاول أردوغان سابقا العمل على تحسينها.