من شارع عرب الروم بمركز مطروح التابع لمحافظة مطروح، حيث المخزن العملاق الذى كان يحوى بين أسواره كميات هائلة من المواد الطبية والغذائية التى تبرع بها مواطنو المحافظة بالتعاون مع المحافظات الأخرى التى تجمعت منها المساعدات. لم تقتصر المساعدات الغذائية على نوع محدد من الأطعمة التى تبرع بها أهل الخير لمساندة إخوانهم فى دولة ليبيا بعد الأحداث المؤسفة والدموية التى يمر بها الشعب الليبى ، لكن تنوعت المواد الغذائية، التى تظهر لأى مشاهد لها وتجعله كأنه يقف أمام سوبر ماركت تجمعت فيه كل الأنواع، لكن الفرق الوحيد بين مخزن شارع عرب الروم والسوبر الماركت أن الأول يقدم مجانا وحتى باب المنزل والثانى تشترى منه كل ماتريد مقابل "هز الجيب". بدأت خطة تحرك القافلة الطبية التى رافقت قافلة الإغاثة الغذائية من أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة، حيث تجمع عشرات الأطباء التابعين للجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب، والذين رافقتهم "بوابة الأهرام" طوال رحلة السفر من مدينة نصر إلى شارع عرب الروم، تلك المسافة التى تزيد على 700 كليو متر، حيث كان فى استقبال الجميع الشيخ فرج العبد منظم قوافل الإغاثة بمحافظة مرسى مطروح،وهو صاحب الشخصية التى أجمع عليها كل من ذكرها بأنها أول من أطلق شعار الإغاثة للشعب الليبى. التقينا الشيخ فرج العبد ليتحدث عن بداية القوافل التى قدمها شعب مطروح لجيرانهم فى ليبيا فقال: إن قافلة اليوم هى الثالثة التى تم تنظيمها من جانب أهل الخير، حيث كانت القافلة الأولى تخشى السير فى طرقات ليبيا لكن مع مرور الوقت تبين أن الشعب الليبى لم يسمع للشائعات التى رددها الزعيم الليبى معمر القذافى بأن المصريين هم من أشعلوا المظاهرات فى ليبيا وتبين أيضا أن الأخوة التى تربط الشعبين المصرى والليبى، لايمكن لشخص مهما كان موقعه أن يقطعها. القوات المسلحة حلت كل مشكلات القافلة الأولى وهذا ما دفعنا إلى تنظيم المزيد من القوافل الغذائية والطبية وهذا أيضا ساعدنا على تجميع المزيد من التبرعات سواء كانت المادية التى من خلالها يتم شراء المستلزمات الطبية أو المساعدات الغذائية التى يتم تجميعها من الأغنياء والفقراء كل على حسب مقدرته المادية، هذا ما أكد عليه الشيخ فرج. عن بداية استغاثات الليبيين بجيرانهم فى محافظة مطروح يشرح الشيخ فرج بأن رسالة "sms " جاءته على هاتفه المحمول من مدير مستشفى الجلاء العام فى مدينة بنغازى يستغيث فيها من نقص المستلزمات الطبية والأدوية وجاء بالرسالة :" الوضع حرج جدا وعايزين أدوية فورا والناس بتوت قدام عنينا فأغيثونا " فتمت مخاطبة أهل الخير الذين جمعوا خلال يوم واحد قافلة طبية ضخمة ضمت عشرات السيارات ورافقتها قافلة غذائية أخرى ضمت كل أنواع السلع الأساسية وتم نقلها على 20 سيارة نقل كبيرة، حتى عبرت معبر السلوم بأمان ووصلت إلى هدفها وتم توزع الأدوية على المستشفيات بصحبة الأطباء فى ليبيا. ليس من يتبرعون بأموالهم أو الذين يقدمون المساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية هم من يحددون أنواع الأدوية التى بها نقص شديد فى المستشفيات الليبية، لكن الأطباء فى المستشفيات الليبية هم من يحددون احتياجات المرضى وذلك فى رسائل محمول يتم إرسالها على هواتف الشيخ فرج ومساعديه ثم يتم التحدث إلى أهل الخير عبر ميكروفون مسجد الفتح فى مدينة مطروح وخلال ساعات يتم شراء كافة الأدوية ويتم تحميها فى سيارت "يلزق" عليها لافتات تحمل عبارة :"مصر..أهالى مطروح..اللهم أنقذ إخواننا فى ليبيا" ثم تتحرك عبر معبر السلوم لتقطع 800 كيلو متر حتى تصل الى بنغازى التى أصابها الدمار مبكرا. التبرع بالمواد الغذائية لايكون بالكيلو جرام أو ببضع جنيهات وإنما يتم التبرع بالطن، هذا مايؤكد عليه الشيخ فرج، حيث قال إنه عند الإعلان عن تنظيم قافلة غذائية إلى ليبيا نجد كل شخص مقتدر يأتى إلى المخزن الذى يتم تجميع التبرعات فيه ويقدم طنا من زيت الطعام أو الارز أو الدقيق ، بالإضافة إلى أطنان الخضروات بكافة أنواعها. وسط الحديث مع الشيخ فرج إذ بالمؤذن يرفع آذان الظهر فاستأذن الشيخ فرج ليؤم المصلين بمسجد الفتح الذى وقفت أمامه جميع سيارات القافلة سواء طبية أو غذائية. وفور إتمام الصلاة خطب الشيخ فرج فى المصلين مطالبهم بمزيد من التبرعات وركز فى خطبيته على المستلزمات الطبية خاصة "لبن الاطفال" ودواء المخدر فهناك نقص شديد فيهما، فى الصيدليات والمستشفيات الليبية. وشرح لسائقى القافلة كيفية السير على الطريق والتحدث مع رجال القوات المسلحة المتواجدة على معبر السلوم وكيفية توزيع الدواء والغذاء على أهالى ليبيا، وفور انتهائه من خطبته خرج المصلين منددين بسيساة العقيد معمر القذافى وجنوده الذين قتلوا الأبرياء سواء ليبيين أو غيرهم ، وهتفوا قائلين :"لا اله الا الله القذافى عدو الله.. وبالروح بالدم نفديك ياليبى..وياليبى دمك دمى وظلمك ظلمى وحقك حقى". انتهت الهتافات المدوية من أمام مسجد الفتح ثم تحركت القافلة على بركة الله قاصدة معبر السلوم ، ثم تحركنا معها يرافقنا قافلة الأطباء، وفور دخولنا على حدود معبر السلوم حتى خرج أهالى السلوم رافعين العلم المصرى بجوار الليبى وهتفوا محيين القافلة ويدعون لها بالوصول بسلام الى إخوانهم فى ليبيا. وصلت قافلة الإغاثة إلى معبر رفع واستقبلها رجال القوات المسلحة بكل التحية والتقدير وساهموا فى تسيير أمورالسيارت التى تقف أمام المعبر ، وهنا ودعنا القافلة وتمركزنا فى أماكننا منتظرين وصول المصريين أمام معبر رفح لينتهى يوم القافلة الثالثة ويبدأ يوم جديد يحمل فى طياته كل الامل فى أن يعود كل مصرى سالما الى أرض مصر التى لن يخلو منها الخير مهما زال هذا الخير من كل بقاع الأرض.