توقعت دراسة حديثة صادرة عن المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية فشل فضائية "رابعة" التى أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين من تركيا. وأرجعت الأسباب إلى تصاعد حدة الاستياء الشعبي من ممارسات الجماعة وأنصارها وانعدام الخبرة الإعلامية، حيث فشلت "الجماعة" فى جذب جمهور لقناة مصر 25 وصحيفة الحرية والعدالة، كذا إلى لجوئها إلى الشخصيات المحرضة على العنف مثل القيادى الجهادى عاصم عبد الماجد لتقديم برنامج بالفضائية الجديدة. وتشير الدراسة التى أعدتها وحدة دراسات الرأى العام والإعلام بالمركز إلي أن الجماعة لن تستطيع تحقيق مكاسب من هذه الأدوات الإعلامية الجديدة دون أن تتعرض لخسائر أو بالأحري دون ثمن، وخاصة استقلالية الجماعة فيما يخص تسيير هذه الأنشطة وإدارتها، إذ يتوقع تحول الجماعة، بمرور الوقت، إلى أداة في أيدي قوى خارجية يمكن أن تتحكم في مصيرها، وتملي عليها ما يجب فعله. ورجحت فى الوقت ذاته أن يزيد إطلاق قناة الإخوان من اسطنبول التوتر الذي تشهده العلاقات بين مصر وتركيا، عقب فترة قصيرة من قيام كل من القاهرة وأنقرة بطرد السفيرين والاكتفاء بتمثيل محدود يقوم به القائم بالأعمال لدى كل منهما، علي خلفية انتقاد تركيا النظام الجديد في مصر والإطاحة بحكم الإخوان. وقالت الدراسة إن مسئولى القناة الجديدة يروجون لما يمكن أن تقدمه القناة من محتوي إعلامي يهدف إلي تصحيح الصورة المغلوطة لحكم الإسلاميين، ونشر الفكر الإسلامي بمفهومه الشامل، وتقديم القضايا السياسية المعاصرة من خلال المنظور الإسلامي، وهو بالفعل ما فشلت فيه الجماعة ومؤيدوها من خلال منابرهم الإعلامية السابقة، التي اتخذت من البرامج الدينية منطلقًا لبث روح الكراهية والفرقة في المجتمع من خلال تبني خطاب تحريضي ضد المسيحيين ومعارضي الإخوان بشكل عام وتكفيرهم. وقالت الدراسة إن الجماعة أيضًا أصدرت صحيفة يومية وموقعًا إلكترونيًا من بريطانيا في وقت بالغ الأهمية يسبق بأيام قليلة أهم خطوات المرحلة الانتقالية وهي التصويت علي الدستور، في محاولة للتأثير علي الرأي العام وحشد مؤيدين جدد وضمان دعم المؤيدين الحاليين، وخاصة فى ظل ما تعرضت له القنوات المؤيدة للجماعة، ولتيار الإسلام السياسي بشكل عام، من إغلاق عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وغياب منابر مصرية للحديث بصوت الجماعة، باستثناء المساحات التي تفردها لها ما يقرب من 12 قناة عربية موالية مثل قنوات "الجزيرة" و"الأحرار" و"اليرموك" و"الأقصي" و"المغاربية". ولفتت إلى العديد من المحاولات التي بذلتها جماعة الإخوان المسلمين، خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي، لتطويع الإعلام واستخدامه ليس فقط من خلال تنصيب وزير إعلام إخواني، وانما عبر التضييق علي أصوات الإعلاميين المعارضين، وقالت" إلا أن الاعلام مارس دورًا رئيسيًا في حشد طاقات الشارع وتهيئة الأجواء لثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان". وتوضح الدراسة تضارب التصريحات حول اطلاق الفضائية حيث يشير القائمون علي القناة إلى بثها عبر القمر الصناعي المصري "نايل سات"، بينما تنفى الشركة المصرية للأقمار الصناعية ذلك، مؤكدة أن أقمارها لا تحمل أو تبث القناة الجديدة، وأن التردد الذي أعلنت عنه وسائل الإعلام للقناة الإخوانية الجديدة خاص بالقمر الفرنسي "يوتلسات"، ولكنه على نفس مدار "نايل سات".