قرر مجلس جامعة الدول العربية فى اجتماعه مساء اليوم على مستوى المندوبين الدائمين وقف مشاركة وفود حكومة الجماهيرية الليبية فى اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها لحين إقدام السلطات الليبية على تلبية طموحات الشعب الليبى. ندد المجلس فى دورته الاستثنائية المستأنفة اليوم برئاسة العراق بالجرائم المرتكبة ضد التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية الجارية فى العديد من المدن الليبيبة والعاصمة طرابلس والتى تتناقل أخبارها وكالات الانباء العربية والدولية والتعبير عن استنكاره الشديد لأعمال العنف ضد المدنيين والتى لا يمكن قبولها أو تبريرها وبصفة خاصة تجنيد مرتزقة أجانب واستخدام الرصاص الحى والأسلحة الثقيلة وغيرها فى مواجهة المتظاهرين والتى تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان والقانون الانسانى والدولى. دعا المجلس إلى الوقوف الفورى لأعمال العنف بكافة أشكاله والاحتكام إلى الحوار الوطنى والاستجابة إلى المطالب المشروعة للشعب واحترام حقه فى حرية التظاهر والتعبير عن الرأى وذلك حقنا للدماء وحفاظا على وحدة الأراضى الليبية والسلم الأهلى وبما يضمن سلامة وأمن المواطنين الليبيين. طالب مجلس جامعة الدول العربية السلطات الليبية برفع الحظر المفروض على وسائل الإعلام وكذلك فتح وسائل الاتصال وشبكات الهاتف وتأمين وصول المساعدات والإغاثة الطبية العاجلة للجرحى والمصابين. ورفض المجلس الاتهامات الليبية الخطيرة حول مشاركة بعض رعايا الدول العربية المقيمين فى ليبيا فى أعمال العنف ضد الليبيين والدعوة إلى تشكيل لجنة عربية مستقلة لتقصى الحقائق حول هذه الاتهامات والأحداث الجارية في ليبيا، ومناشدة السلطات الليبية توفير الحماية اللازمة لكافة رعايا الدول العربية والأجانب المقيمين على أرض الجماهيرية وتسهيل الخروج الآمن لمن يرغب منهم في ذلك. أكد مجلس الجامعة على أن تحقيق تطلعات الشعوب العربية ومطالبها وآمالها في الحرية والإصلاح والتطوير والتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية هو أمر مشروع وحق يجب احترامه وكفالة ممارسته بالأسلوب السلمي، وبما يحفظ الحريات الأساسية للمواطنين ووحدة الأوطان وسيادتها والسلم الاهلي والوفاق الوطني في الدول العربية. ودعا المجلس الدول الأعضاء والدول الصديقة والمنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني العربية والدولية إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الشعب الليبي ومساندته في هذه الفترة الحرجة من تاريخه. ووجه تحية إكبار وإجلال لشهداء التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية الليبية والتعبير عن أبلغ مشاعر الأسى والأسف لسقوط مئات الضحايا الأبرياء، وآلاف الجرحى والمصابين، إضافة إلى ما وقع من خسائر فادحة في المنشآت والممتلكات الليبية العامة والخاصة.