برغم أن الرياضيين لم يكونوا فيما مضى جزءا من اللعبة السياسية، فقد تزايد فى الأونة الأخيرة ولعلهم لدخول هذا المعترك، استنادا إلى شعبيتهم الطاغية بين عشاق الرياضة، ولاسيما كرة القدم. تدور حاليا تكهنات عديدة حول خوض العديد من الرياضيين للانتخابات البرلمانية التى ستجرى فى نوفمبر المقبل، وعلى رأسهم مجدي عبد الغني لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق عن دائرة روض الفرج، ومشير حنفي لاعب الأهلي السابق عن دائرة شبرا الخيمة، وحازم إمام نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق عن دائرة الجيزة. وكان أحمد حسن لاعب الأهلي وقائد منتخب مصر أشار فى وقت سابق، إلى رغبته فى خوض الانتخابات البرلمانية عن دائرة مغاغة بالمنيا. الواضح أن تزايد دخولالرياضيين إلى الملعب السياسى يضعنا أمام تساؤل مهم:هل يسعى نجوم الرياضة حقا إلى خدمة مواطنيهم، أم أنهم يبحثون عن الحصانة السياسية، والعودة للأضواء من جديد، بعدأن بدأت نجوميتهم فى الخفوت؟. أعاد خوض روماريو وبيبيتو نجمي المنتخب البرازيلى السابقين للانتخابات البرلمانية التى تجرى اليوم الأحد فى البرازيل إلى الأذهان محاولات العديد من نجوم الرياضة دخول المعترك السياسى فى بلادهم. يعد النجم الليبيري جورج وايا أحد أبرز الرياضيين الذى حاولوا دخول الحياة السياسية من بابها الملكى بعدما حقق شهرة طاغية كوأحد من أفضل نجوم كرة القدم فى القارة السمراء، وكان الإفريقى الوحيد الذى تمكن من الفوز بجائزة أفضل لاعب فى العالم عام 1995، حيث قرر فى عام 2005 خوض الإنتخابات الرئاسية فى بلاده معتمدا على شعبيته الواسعة بين عشاق اللعبة، إلا أن النجاح لم يكن حليفه، إذ خسر أمام منافسته إيلين جونسون سيرليف، بفارق ضئيل من الأصوات، حيث حصلت "سيرليف" على 59.4 % من الأصوات، بينما حصل منافسها "جورج ويا" على 40.6% من الأصوات. لم يتقبل وايا فكرة الخسارة وقتها، ووجه اتهامات بوقوع تلاعب في عملية التصويت، غير أن المراقبين الدوليين قالوا إن العملية الانتخابية كانت حرة ونزيهة. يمثل أرنولد شوارزنيجر حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية حالة خاصة، حيث انتقل من مجال الرياضة، إلى الفن، وأخيرا إلى السياسية، فقد كانت بداياته مع لعبة كمال الأجسام، حيث فاز ببطولة شباب أوروبا الغربية، وبلقب بطل العالم خمس مرات، وبلقب مستر أولمبيا سبع مرات، مسجلا بذلك رقما قياسيا عالميا. كانت نقطة التحول الأولى فى حياة شوارزنيجر المهاجر النمساوى، عندما دخل مجال السينما، معتمدا على بنيته الجسمانية القوية فى تمثيل أفلام الحركة، وبفضل شعبيته الكبيرة انتخب شوارزينجر حاكما لولاية كاليفورنيا في العام 2003 كممثلا للحزب الجمهوري، وأعيد انتخابه لذلك المنصب منذ ذلك الوقت. وفى عالمنا العربى هناك العديد من النماذج التى حاولت الولوج إلى المجال السياسى، ففى العراق خاض العديد من الرياضيين الانتخابات البرلمانية العراقية التى أجريت فى مارس الماضى، وأبرزهم هداف المنتخب العراقى السابق أحمد راضي، ضمن قائمة "العراقية" بقيادة إياد علاوي، إضافة إلى كريم صدام، ورياض عبد العباس، ورزاق فرحان، وعبد ا لرزاق الطائي، وثريا نجم، ونوال ألعبيدي، وسناء التميمي، وسهام فيوري، وفارس سامي. في السودان، تمكن عدد لا بأس به من الرياضيين من الفوز في انتخابات المجلس الوطني والمجالس الولائية، ومن بينهم جمال الوالي، رئيس نادي المريخ، ومعتصم جعفر، نائب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، وأسامة عطا المنان، مساعد سكرتير الاتحاد، ولاعب الهلال السابق أحمد دولة. فى مصر، ثمة أمثلة عديدة لرياضيين اقتحموا قبة البرلمان، وأشهرهم أحمد شوبير نجم النادى الأهلى ومنتخب مصر السابق، الذى انتخب عضو بمجلس الشعب، كممثلا للحزب الوطنى الديمقراطى عن دائرة طنطا، وسمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم المصري الذى انتخب عضوا بمجلس الشورى، والغريب أن الإثنان تعرضا لمشاكل تتعلق برفع الحصانة لأسباب قضائية.