انتابت القوى الثورية والشبابية حيرة، حول كيفية الاحتفال بالذكرى الثالثة لأحداث محمد محمود يوم 19 نوفمبر الحالي، وضاعف منها صعوبة التوقيت السياسي الذي تزامن مع تلك الذكرى، ورغبة الجميع في النزول بالشارع بهذا اليوم، بحيث باتت تلك الذكري ليس هّمًا للأجهزة الأمنية فحسب، وإنما لتلك القوى أيضًا. وقد تباينت الآراء بين القوى الثورية حول كيفية النزول وإحياء تلك الذكرى، ومازال الاختلاف قائمًا حول مكان إحيائها، ما بين مؤيد للبعد عن ميدان التحرير وشارع محمد محمود، لسد أي طريق أمام الإخوان المسلمون ومؤيديهم لتوظيفها للعودة لميدان التحرير والاعتصام داخله، ما يعني الدخول في مواجهات مسلحة من الأمن، وآخر يدعو لعدم البعد كثيرًا عن الميدان، وإحياء الذكرى بميدان طلعت حرب القريب، ومن المتوقع أن تحسم تلك القوى هذه المسألة خلال اجتماعها المتوقع غدًا. وأتى هذا الارتباك السياسي بعدما تبين أن تحالف دعم الشرعية قراره الاحتفال بالذكري في شارع محمد محمود وميدان التحرير، ما يحمل إمكان حدوث مواجهات وسقوط الكثير من القتلى والجرحى أمرًا ممكنًا. فمن جانبها، وبشكل غير متوقع، أعلنت رابطة مصابي الثورة وأسر الشهداء نيتها عدم النزول أو التظاهر بتلك الذكري، كما أعلن أيضًا ائتلاف شباب ماسبيرو وتكتل القوى الثورية وشباب جبهة الإنقاذ عزمهم إحياء الذكرى بعيدا عن الميدان، واختاروا الاحتفال الرمزي بطلعت حرب، وأمام منزل جابر جيكا بعابدين، وأيدهم بعد تردد تحالف القوى الثورية والجبهة الحرة للتغير السلمي، وصفحة الغضب الثانية الذين أعنلوا التوافق على طلعت حرب، فيما الاتجاه كبير داخل حملة" تمرد" لعدم النزول بهذا اليوم، أن لم يعلنوا عن ذلك بشكل رسمي، حيث رفضت مي وهبة المتحدث الإعلامي باسم الحركة تأكيد أو نفي النزول للشارع بهذا اليوم، واعتبرت أن المسألة مازالت خاضعة للنقاش داخل الحملة لم يحسم الأمر بعد. وحددت تلك القوى الثورية مطالبها التي سوف ترفعها بهذا اليوم: القصاص لشهداء الثورة، ومحاكمة كل من تورط في قتلهم خلال الفترة الماضية، وعرض نتائج لجنة تقصى الحقائق عن تلك الأحداث لمعرفة المتهم الحقيقي بالعنف والقتل الذي حدث. فمن جانبه قال هيثم الشواف منسق تحالف القوى الثورية ل"بوابة الأهرام": إننا اتفقنا بعد اجتماعات مكثفة بين القوى الثورية لإحياء تلك الذكرى بشكل لائق، إلا أنه حذر من إمكان أن تكون تلك الذكرى، بمثابة فخٍ لاستدراج شباب الثورة للمواجهة مع نزول مؤيدي الإخوان والرئيس المعزول للشارع. فمثل هذا التطور حسب توصيفه دعا عددا من القوى الثورية للتخلي عن فكرة التظاهر بشارع محمد محمود حتى لا تعطى فرصة لشباب الإخوان والدخول وسط تجمعات الشباب الثوري، خشية حدوث أعمال عنف تقود لمزيد من إراقة الدماء في شارع مازال يحمل آثار دماء لم تجف بعد. فيما اعتبر عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغير السلمي، أننا نحيي تلك الذكري لكونه سقط خلال أحداثها أطهر شباب الثورة، وهي ذكرى عظيمة وعزيزة على كل من شارك بالثورة، ويجب ألا تمر دون احتفال يليق بها. وقال الشريف ل"البوابة": إننا سنشارك فيها ونحاول البعد عن التحرير قدر الإمكان حتى لا نحقق هدف الإخوان لما يسعون إليه من أحداث فوضى وعنف بهذا اليوم. وقال محمد عطية عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية ل"بوابة الأهرام:: إن شباب الثورة قرروا النزول لإحياء تلك الذكرى، ولن نسمح للإخوان المسلمين ومؤيديهم مشاركتنا بالاحتفال، محاولة تشويه صورة اليوم الذي اعتبره بمثابة يوم "عيون الحرية" بسبب كم العيون التي أصيبت بهذا اليوم، أو حتى ارتكاب الأخطاء مرة أخرى، فهذا اليوم سوف يكون سلميا للتذكير بحقوق الشهداء والمصابين الذين سقوطوا في هذا اليوم. أوضح عطية ل"البوابة": أن شباب الثورة قاموا بالتنسيق مع كل الحركات الثورية حتى يمكن التصدي لمن يحاول تشويه هذا اليوم، فلن نسمح بإحداث فوضى وإشعال نار الفتنة من جديد مع الداخلية بهذا اليوم، فهذا اليوم حسب توصيفه سوف يكون يومًا للذكرى، حيث سيقوم بعض الشباب بعمل استعراض يحيي تلك الذكرى بطريقة جديدة ليكون ذكرى للتاريخ. ومن جانبه قال محمد جمال عضو تنسيقية 30 يونيو، سنحيي ذكرى محمد محمود، ولكننا لن نسمح للجماعات الظلامية باستغلالها، ولقدة تعودنا من كل الحكومات المتعاقبة على بلادنا ألا تتعامل مع الأزمات التي يعانى منها الوطن، وأن تترك الموضوع معلقا وتتعامل معه بأسلوب المسكنات، إلى أن تحدث الكوارث، ومن بين تلك الأزمات، أحداث محمد محمود، ولكننا الآن وبعد 30 يونيو اعتقد أن على السلطة كشف كل الحقائق، ومحاكمة المتسبب في قتل وإصابة المئات من الشباب.