يُعرف الشعب المصري بأنه "شعب صانع للنكتة"، خاصة في أحلك الظروف وفي مواجهة أي هموم أو متاعب.. وكانت النكتة عبر عقود مضت سلاحه الأول في مقاومة ظلم حكامه، والتغلب علي متاعبه ومشاكله المعيشية مع الطعام والمسكن والملبس. غير أن الشعب المصري لم يكف عن عادته في التنكيت، التي ربما باتت جزءا من تكوينه ونسيجه ، وممارسة طقوسه الحياتية يوميا ، حتي في غمار مقاومته الباسلة لنظام حكم الرئيس مبارك وثورته عليه، التي أدت الي سقوطه. الطريف أن النكتة المصرية ، التي ظلت السمة الرئيسية للتعامل مع هموم الحياة ومقاومة الحاكم تواصلت حتي بعد سقوط الرئيس ونظام حكمه ، وكان أشهرها تلك التي تداولتها الألسنة سريعا بأن مبارك حين ذهب إلي الحياة الآخرة استقبله الرئيسان السابقان الراحلان عبد الناصر والسادات سائلين له: " سم أم منصة؟ " كناية عن الوسيلة التي غادر به الأول الحياة ومن بعده الثاني.. فما كان من مبارك إلا أن رد علي الفور " فيسبوك "، وهو الوسيلة التكنولوجية التي ألبت الثورة ضده! غير أن الأطرف هو تلك النكته، التي بدأ تداولها سريعا بين المصريين عن ثورة أشقائهم وجيرانهم الليبيين ، والتي تقول إن القذافي سيلغي يوم الجمعه من قاموس وسجل أيام الأسبوع، بعد أن شهد هذا اليوم جمعة الغضب، وأفضى إلي الإطاحة برئيس تونس زين العابدين بن علي، ثم جمعة الرحيل لمبارك 11 فبراير.