حذر الدكتور نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، من خطورة اتساع ظاهرة الأمومة فى عمر الطفولة وتحدى حمل المراهقات على السكان والمجتمعات العربية، مشيرًا إلى أن نقص المعلومات والمعطيات حول هذه الظاهرة، في الدول العربية، لا ينفي وجودها، وربما انتشارها، ولا يبعد تأثيراتها السلبية المتعددة على المجتمعات وعلى الأسر وبالضرورة على حياة ومستقبل الفتيات اللاتي كن ضحية لها أينما كان تواجدهن. جاء ذلك فى الاحتفالية التى أقامتها الجامعة العربية قبل ظهر اليوم بمناسبة إطلاق "التقرير الدولي حول حالة سكان العالم" لهذا العام الصادر عن صندوق الأممالمتحدة للسكان، بعنوان "أمومة في عمر الطفولة". ولفت العربى إلى أن أهمية التقرير، الذي يعده سنويا صندوق الأممالمتحدة للسكان تكمن في كونه يعالج بإسهاب وبدقة شديدة قضايا تمثل تحديات كبيرة وهامة، تعاني منها مجتمعات السكان في مختلف بلدان المعمورة ومن ضمنها دول الجامعة العربية، وهو ما يجعله ينطوى على آلية معرفية تُمكّن من تبادل الآراء والأفكار بين مختلف البلدان حول مشاكل السكان ومدى انتشارها وتأثيراتها وكذلك الحلول الموضوعة لمواجهتها في مختلف دول العالم. وشدد الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة التصدى للعديد من التحديات ومعالجة الأسباب الكامنة وراءها وإتخاذ التدابير التي تحمي حقوق الإنسان لإنهاء هذه الحلقة المفرغة وتساعد في القضاء على الفقر وعدم المساواة والإقصاء وحمل المراهقات، معتبرا أن الحمل في سن المراهقة يأتي في الغالب نتيجة لقوى مجتمعية وعوامل اقتصادية، إلا أن منعه يتطلب استراتيجيات متعددة الأبعاد تتجه نحو تمكين الفتيات وخاصة المهمشين والمستضعفين، وقال: "لا يمكن أن يتم ذلك بجهود الحكومات فقط، وانما بمشاركة أصحاب المصلحة المكلفين بالواجبات، كالمعلمين وأولياء الأمور وقادة المجتمع بصفة عامة". وأوضح العربى أن المنطقة العربية تمر حالياً بجملة من المتغيرات والتطورات التي كان لها تداعيات كبيرة على السكان، ومع ذلك فأنها أولت اهتمامًا خاصًا للمسألة السكانية وحرصت على أن تتمثل وتشارك بكثافة في المؤتمر الاقليمي للسكان والتنمية 2013 والذي كان له الدور الأهم على مستوى المنطقة لمناقشة الاولويات السكانية وإصدار إعلان القاهرة 2013 الذي صادقت عليه حتى الآن 19 دولة عربية. كما دعا إلى أهمية الاستفادة عربيا من هذه التقارير والتعاون المشترك في وضع السياسات والاستراتيجيات الخاصة بالسكان والتنمية في الدول العربية.