قال هشام زعزوع،وزير السياحة: إن بلاده تتوقع بدء تعافي القطاع السياحي المتداعي في يناير المقبل على أن يتعافى القطاع بشكل كامل بنهاية عام 2014 الذي تستهدف مصر فيه استقبال 13.5 مليون سائح. وفي إطار "قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط" قال زعزوع إن مصر تقوم بحملة علاقات عامة عالمية لتوضيح الحقائق على الأرض واستعادة ثقة السياح وتعمل أيضا على تقديم حوافز لشركات الطيران العارض (الشارتر). وأضاف أن هناك 18 دولة، ألغت تحذير سفر مواطنيها إلى منتجعات مصر على البحر الأحمر وقد تلحق بها روسيا وإيطاليا في نوفمبر . وبعد أن كانت تستقبل ملايين السياح كل عام، تعرضت المنتجعات السياحية في البلاد مصر لضربة موجعة حين نصحت حكومات أوروبية مواطنيها بعدم السفر إلى مصر لقضاء العطلات بسبب أعمال العنف التي اندلعت في يوليو وأغسطس الماضيين بعد عزل الرئيس محمد مرسي. ودفع التحذير بعض شركات السياحة الأجنبية إلى وقف رحلاتها إلى مصر مما وأد انتعاشا مؤقتا لقطاع كان يساهم بنحو 11 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي قبل الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في عام 2011. وقال زعزوع لرويترز في المقابلة "بداية التعافي الحقيقي لقطاع السياحة في مصر ستكون في يناير. وبنهاية 2014 سيكون التعافي اكتمل بشكل تام. وتشهد مصر اضطرابات أمنية وتخيم التوترات السياسية عليها منذ عزل مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين. وقال زعزوع: "نعمل الآن على الانتهاء من حملة علاقات عامة واتصالات والبدء في تنفيذها لنقل الرسالة السليمة عن الحقائق على أرض الواقع الآن في مصر وخاصة فيما يتعلق بالمقاصد السياحية الآمنة والبعيدة عن أي اضطرابات تحدث في أماكن مثل القاهرة". وتعتبر إيرادات السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة في البلاد. وقال زعزوع "إذا سافرت بعيدًا عن القاهرة إلى أماكن مثل شرم الشيخ أو الغردقة تشعر انك في بلد آخر كليا، لذا نحن نحاول توصيل هذه الرسالة وهي أن معظم المقاصد السياحية آمنة تماما وبعيدة عن أي توترات. "سنقوم ببعض الدعاية بأشكال معينة من بينها لوحات الإعلانات في أماكن مثل مترو الانفاق في لندن والحافلات وما إلى ذلك وسنقدم حوافز لشركات الطيران العارض التي تأتي لمصر للمساعدة في الترويج لمقاصدنا السياحية بشكل أفضل". ولإنعاش القطاع الحيوي قام زعزوع خلال سبتمبر بجولات شملت روسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول سعيا لاستئناف الرحلات السياحية لمصر. وقال زعزوع: "هناك 18 دولة رفعت حظر السفر عن مصر إلى البحر الأحمر والأقصر وأسوان، وأن وروسيا لم ترفع تحذير السفر حتى الآن ولكنها ألغت عقوبات على الشركات التي ترسل سائحين لمصر وهذا تمهيد لرفع الحظر وأملي أن ترفع روسيا الحظر في نوفمبر". وذكر أن إيطاليا كان لديها قلق من تأمين سائحيها ولكنها سترسل وفدا أمنيا في أواخر أكتوبر، لتفقد الوضع. وبلغ عدد السائحين في مصر 14.8 مليون سائح في 2010 قبل أن يتراجع في عام 2011 إلى نحو ثمانية ملايين سائح بعد الانتفاضة التي أطاحت بمبارك. وفي 2012 انتعشت السياحة قليلا واستقبلت البلاد نحو 11.8 مليون سائح. وكانت مصر تستهدف جذب نحو 13.5 مليون سائح في 2013 قبل أن تتسبب الاضطرابات وأحداث العنف التي تزامنت مع عزل مرسي في توجيه ضربة مؤلمة للقطاع الحيوي. وقال زعزوع لرويترز: "أتوقع وصول عدد السائحين لمصر خلال 2013 بين 10و11 مليون سائح ونستهدف أن تصل الإيرادات بنهاية 2013 إلى ما بين 8.5 مليار و9 مليارات دولار وقد نصل إلى 11 مليار دولار في 2014 ونستهدف 13.5 مليون سائح في 2014." وعلى المدى الطويل تسعى مصر لزيادة عدد السائحين الذين يفدون إليها سنويا إلى 30 مليون سائح والوصول بالإيرادات إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2022. وبلغت عائدات السياحة 1.67 مليار دولار في الربع الثاني من هذا العام بانخفاض قدره 663 مليون دولار عن الربع المقابل من 2012. وفي حديثه مع رويترز قبل ساعة من السفر للمشاركة في اجتماعات مجلس وزراء السياحة العرب في البحرين قال زعزوع: "السائح الخليجي هو الأكثر إنفاقا في السياحة المصرية ومتوسط الليالي التي يقيم فيها السائح الخليجي في مصر، نحو 21 ليلة، بينما السائح الأجنبي متوسط إقامته عشرة أيام. وقال زعزوع إن الحكومة بدأت في مساعدة صغار العاملين في قطاع السياحة بالأقصر وأسوان بنحو خمسة ملايين جنيه على أن يستمر الدعم حتى أكتوبر 2014. وأضاف أن الدعم الذي يتطلع للحصول عليه من الدولة للشركات السياحية والفنادق التي تعاني من ركود السياحة، يتمثل في تأجيل سداد مديونية الفنادق لوزارة الكهرباء وكذلك تأجيل سداد الضرائب والقروض على تلك الجهات إلى أن تبدأ السياحة في التعافي. وأشار إلى أهمية توفير الأمن لجذب السياح إلى مصر مرة أخرى قائلا: "نعمل بشدة على الخطط الأمنية لسلامة السائحين في مصر (لكن) لا يوجد ما يسمى بصفر مخاطرة في أي بلد في العالم". وأضاف "إذا كان العالم يريد مساعدة مصر وشعبها، فينبغي أن يأتي السياح لدعم الاقتصاد مباشرة".