على بعد أمتار من مدخل مقبرة كوم الشقافة "كتاكومب"، وقفت فتاتان أجنبيتان تبحثان عن مدخل هذا المكان الأثرى - الذى تعتبره بعض الموسوعات التاريخية واحدًا من عجائب الدنيا السبع فى القرون الوسطى، وكعادة أهل حى كرموز، الذى تقع به المقبرة، يتبرع أحدهم بوصف مدخل الموقع.. تصل الفتاتان بصحبتهما كاميرا أرادتا تسجيل لحظة نزولهما إلى عمق المقبرة الذى يبلغ ثلاثة طوابق تحت سطح الأرض، لكن الدخول بالكاميرا والتصوير ممنوعان. وما أن تصل إلى المقبرة، ستدرك على الفور حجم الإهمال الشديد الذى تعانى منه هذه المقبرة التى تنتمى إلى نوع نادر من المقابر الرومانية، إذ بنيت على نفس نمط مقابر كتاكومب الإيطالية واليونانية فى أواخر القرن الأول الميلادى، وهو النمط الذى انتشر فى القرون الثلاث الأولى الميلادية لدفن الموتى المسيحيين الذين كانوا يعانون الاضطهاد الرومانى، وكانت تحفر فى الخفاء سريعا وعلى هيئة سراديب ممتدة تحت سطح الأرض، ويرقد الموتى فيها متجاورين فى حفرات مستطيلة صغيرة منحوتة فى الصخر.