بعد أن كانت برامج المسابقات تقتصر على تقديم مواهب غنائية، تحيي تراث نجوم الغناء في العالم العربي من الأموات والأحياء، أخذ المشتركون اتجاهًا آخر في تقدمهم لمثل هذه البرامج لعلها قد تكون الشيء المختلف والمميز في الوقت الحالى، الذى يلفت إليه الأنظار، وينال إعجاب نسبة كبيرة من جمهور الشباب. الاتجاه الذى أصبح المشتركون يتخذونه حالياً في التقدم لهذه البرامج، هو إما الغناء بطريقة الراب أو تقديم رقصات الهيب هوب الممزوجة ببعض الاسكتشات الكوميدية أو المزج بين تقديم الرقصة وبين وصلة موسيقى تمزج بين الإيقاعات الشرقية وفي بعض الأحيان الشعبية والرقصات الغربية. فغناء الراب لا يتطلب مجهودا كبيرا، ويستطيع أى شخص تقديمه بشرط أن يكون ما يقدمه له رسالة واضحة يستطيع توصيلها إلى الجميع، فالراب غناء لا يتطلب أن يكون مطربه ضليعاً في المقامات الموسيقية، مما جعل الكثيرين يخوضون في هذا المجال حتى من الفتيات. أما رقص الهيب هوب هو عبارة عن رقص تعبيري يعتمد على ردود أفعال حركة الجسم بحسب الموسيقى التى يتفاعل معها، ونشأ هذا النوع من الرقص لدى الأمريكان الذين ينتمون لأصول إفريقية كنوع من التعبير عن ذاتهم لما تعرضوا له من العنصرية والقهر. ونظراً لأن هذين الاتجاهين تحديداً أصبحا الأكثر اختلافاً ولفتاً للنظر من الجميع، تحمس عدد كبير من المشتركين من أطفال ونساء وكبار لتقديم مثل هذه الفنون في برامج اكتشاف المواهب، ولعل برنامج اكتشاف المواهب "آراب جوت تالنت" بموسمه الثالث هذا العام خير دليل على هذا الحديث، فأغلب المشتركين هذا العام غلب عليهم هذان الاتجاهان بالإضافة إلى برامج اكتشاف المواهب الغنائية، التى تضمنت عددا كبيرا من المطربين الشباب الذين يقدمون مثل هذا اللون الغنائي "الراب" ممزوجاً بمقاطع صغيرة من رقص الهيب هوب. ولعل فن "الراب" و"الهيب هوب" أصبحا أكثر انتشاراً وشعبية في مصر بنسبة تفوق الدول العربية أيضاً، بل إن هناك العديد من الفرق المصرية غير المعروفة تقدم مثل هذه الفنون في عدة أماكن ثقافية، وتحوز على نسبة كبيرة من إعجاب الشباب. ولأن غناء "الراب" لا يتطلب تدريبا أو مجهودا مضاعفا لطبقات الصوت، ويقتصر أمره على التركيز في الكتابة، ولأن رقص "الهيب هوب" لا يتطلب هو الآخر أكثر من لياقة بدنية وحس موسيقي قوى..أصبحا معا هما بوابة العبور الرئيسية للمشاركة في برامج اكتشاف المواهب.