أكد الرئيس الفلسطيني محمودعباس أن السلام بين فلسطين وإسرائيل مدخل إجباري لتحقيق السلام، مشددا على أن المسعى لرفع مكانة فلسطين لا يستهدف نزع الشرعية عن إسرائيل. وقال عباس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم إن "دولة فلسطين ستمارس دورها بين منظومة الأمم بصورة إيجابية بما يعزز السلام، وان مسعانا لرفع مكانة فلسطين لا يستهدف نزع الشرعية عن إسرائيل". واضاف أننا "نخوض المفاوضات بنوايا صادقة مخلصة وإصرار على النجاح، وسنلتزم بجميع واجباتنا لإتمام المفاوضات، وأن غاية السلام تتمثل برفع الظلم التاريخي غير المسبوق الذي الحق بالشعب الفلسطيني بالنكبة عام 1948". ويعتبر هذا الخطاب الأول الذي يلقيه عباس بعد حصول فلسطين على لقب دولة بصفة مراقب في الجمعية العامة. وأضاف "نرفض الدخول في اتفاق مؤقت وهدفنا التوصل إلى اتفاق دائم، وهدف المفاوضات هو إقامة السلام وقيام دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدسالشرقية، وسنلتزم بجميع واجباتنا لإتمام مفاوضات السلام مع إسرائيل خلال 9 أشهر". وأشار إلى أن الأسرة الدولية مطالبة بوقف أية أفعال تقوض المسار التفاوضي، ويجب أن تتوقف الاعتداءات على الأماكن المقدسة، وأن "الاحتلال والاستيطان والجدران لا تحقق أمنا ولا تؤمن سلاما مستداما". وقال عباس"دعونا نعمل كي تسود ثقافة السلام ولنبني جسورا بدل الأسوار، وإن صنع السلام العادل هو الخيار الإنساني والمنطقي والمجدي، والسلام بين فلسطين وإسرائيل مدخل إجباري لتحقيق السلام بين الدول العربية وإسرائيل، وفلسطين نأت بنفسها عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، ونقف مع مطالب الشعوب وخياراتها وحراكها الشعبي السلمي، وليس هناك مهمة أنبل من تحقيق السلام في أرض الرسالات السماوية". وأدان الرئيس عباس جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية وأكد رفضه الحل العسكري وضرورة اعتماد الحل السياسي السلمي لتحقيق آمال الشعب السوري. واشار إلى أن الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني ولدت في الوطن والشتات بعد النكبة في عام 1948، ولكنهم ما زالوا ورغم مرور 65 عاما عليها ضحايا مباشرين لها. ولفت إلى أنه منذ مطلع العام الحالي استشهد 27 مواطنا فلسطينيا وجرح 965 مواطنا برصاص الاحتلال، وما زال هناك نحو خمسة آلاف من مناضلي الحرية والسلام أسرى في سجون الاحتلال. وقال إنه خلال هذا العام دفع ويدفع اللاجئون الفلسطينيون رغم حيادهم ثمن النزاعات والاضطرابات في منطقتنا، فيجبر عشرات الآلاف منهم على هجر مخيماتهم والانطلاق في تيه جديد بحثا عن مناف أو أماكن إقامة جديدة. واشار إلى أنه منذ مطلع هذا العام واصل الاحتلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية وصدرت قرارات وتحال عطاءات لبناء آلاف أخرى فوق أرضنا المحتلة، وصودرت وأغلقت مساحات واسعة جديدة من الأرض الفلسطينية، وتم هدم 850 بيتا ومنشأة. وأوضح أنه يتم منع المواطنين من زراعة أراضيهم أو استخدامها في أغلبية مساحة بلادنا، التي هي 22 %، ويمنعون من استخدام مياه بلدهم لري مزروعاتهم، ويواصل الجدار والحواجز تمزيق حياة الشعب الفلسطيني وضرب اقتصاده، ويشتد الحصار والاعتداءات والإجراءات القمعية التمييزية ضد القدسالمحتلة ومقدساتها ومواطنيها، ويستمر فرض الحصار الجائر منذ سنوات على أبناء شعبنا في قطاع غزة. وقال إنه منذ مطلع هذا العام نفذ ما مجموعه 708 اعتداءات إرهابية من قبل المستوطنين ضد "مساجدنا وكنائسنا وضد أشجار الزيتون والمزارع والحقول وبيوت المواطنين وممتلكاتهم".