قرر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي اليوم الخميس، جعل الحدود الجنوبية لبلاده مع الجزائر (غرب)، وليبيا (شرق) منطقة عسكرية "عازلة" لسنة كاملة، بحسب ما أعلن وزير الدفاع رشيد الصباغ. وأعلن الوزير إثر اجتماع مع المرزوقي أن الأخير اتخذ هذا القرار "الاستثنائي الذي يقتضيه الوضع" بهدف تجنب "كثير من العمليات التي تهدد أمن البلاد" و"لمقاومة (عمليات) التهريب التي تكثفت، وإدخال السلاح، خاصة عمليات الإرهاب في جبال الشعانبي وسمامة" بولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، حيث يواصل الجيش عملية عسكرية للقضاء على مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأضاف الوزير أن القرار سيبقى ساري المفعول سنة كاملة، وأنه قابل للتمديد أو التقليص "حسب الظروف"، وأنه بالإمكان اتخاذ قرار مماثل في مناطق أخرى. وأوضح أنه ليس بإمكان "من له تجارة وعمل قانوني" والسياح دخول المنطقة "العازلة" في الجنوب التونسي إلا بموجب تصريح من الوالي. وفي سياق متصل قال الوزير "من السابق لأوانه الحديث الآن عن عودة عناصر الجيش الوطني إلى ثكناتها؛ نظرا للظرف (الأمني والسياسي) الدقيق الذي تمر به البلاد". ويذكر أن تونس ترتبط بحدود برية طولها نحو 500 كلم مع ليبيا ونحو 1000 كلم مع الجزائر. ومنذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، مطلع 2011، انتشر على طول هذه الحدود تهريب السلع المختلفة والمخدرات والأسلحة.