تزداد مخاوف السوريين يومًا بعد آخر جراء تزايد ارتفاع وتيرة التصعيد بتوجيه ضربة عسكرية تطال مواقع نظام بشار الأسد الذي كان أعلن الخيار الاأني والعسكري لمواجهة الشعب الذي طالب بكسر احتكار السلطة بيد عائلة الأسد منذ نحو نصف قرن. وتتضح معالم سيطرة حالة الترقب والحذر على السوريين في دمشق، الذين يهرع كثيرون منهم هذه الأيام لتخزين المواد الغذائية والدواء والماء، في ظل تصاعد نبرة توجيه ضربة عسكرية غربية يجرى الحديث عنها لبلادهم ردًا على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، تؤكد المعارضة ان النظام هو من استخدمها. والمتجول في طرقات دمشق يشعر ويرى إيقاعًا حزينًا وحذرًا..الأضواء البراقة تشعشع من فوق قاسيون وتظهر بعيدة من الضواحي الجنوبية المثخنة بألمها بعدما نزح معظم سكانها عن بيوت باتت ركاما. وفي وسط العاصمة تخف الحركة تدريجيًا مع هبوط الليل .. نسمات باردة تلف الشوارع والأزقة الضيقة.. بضع طاولات افترشت حي الشعلان حتى منتصف الليل وسيارات معدودة تخترق ساحة الامويين المتلألئة بأنوار مياهها الزرقاء وسط العاصمة .. مع رذاذ متطاير يزيد النسمات الباردة بردًا. وراء هذه المشاهد قلق عميق لدى السكان في دمشق التي باتت مكتظة بالسوريين من كل المدن الاخرى .. قلق تراه في عيون الناس وأسئلتهم عن موعد الضربة ومن ستصيب؟ ومع كل تهديد خارجي أو أعمال عسكرية من النظام يقبل الناس على شراء العملات الاجنبية إذ أن الدولار قفز الى أكثر من 250 ليرة سورية في الأيام الاخيرة بعد أن كان سعره نحو 200 ليرة مؤخرًا. لذلك يجمع السكان على أن التأثير حصل وأثر في معنويات سكان العاصمة ومعظم السوريين. وبات واضحا للعيان حدوث حركة نزوح واضحة من الأهالي الساكنين قرب المقرات الأمنية والعسكرية.