اتفق المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون الذين التقوا، مساء أمس الأربعاء، في القدس على الاجتماع مجددًا خلال الأيام المقبلة لمواصلة محادثاتهم، على ما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الخميس. وجرت المفاوضات في أحد فنادق القدس واستمرت خمس ساعات وسط تكتم شديد، والتزامًا بما تم الاتفاق عليه فيما بينهم امتنع المشاركون عن الإدلاء بأي تصريحات ولم يصدروا أي بيان. وقبل الاجتماع كانت قناة التليفزيون العاشرة الخاصة أفادت بأن "الطرفين سيحاولان إتمام المحادثات حول إطار المفاوضات حتى يباشرا معالجة القضايا الجوهرية خلال اللقاء المقبل المقرر في أريحا" بالضفة الغربية. وأثار استئناف المفاوضات بعض التوتر اليوم داخل الحكومة الإسرائيلية وأعرب نائب وزير الخارجية زئيف الكين أحد صقور حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن أمله في أن تكون وزيرة العدل تسيبي ليفني التي تقود الفريق التفاوضي الاسرائيلي "اتخذت مواقف خلال هذه المحادثات تعكس مواقف مجمل الحكومة"، في تصريحات للإذاعة العامة. ويعارض الكين وغيره من نواب ووزراء الليكود فضلا عن حزب "البيت اليهودي" القومي المشارك في الائتلاف الحكومي قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وهو الحل الذي تؤيده ليفني وكذلك الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وجاء استئناف مفاوضات السلام إثر جهود مكثفة بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي جمع الطرفين في لقاء أول في واشنطن في 30 يناير. وأفرجت إسرائيل ليل الثلاثاء/ الأربعاء عن دفعة أولى من 26 معتقلا فلسطينيا من أصل 104 أسرى من المقرر إطلاق سراحهم على أربع دفعات بالتزامن مع تطور مفاوضات السلام. غير أن مسألة الاستيطان ألقت بظلها على هذه المفاوضات حيث أعلن وزير الإسكان أوري آرييل قبل ساعات من بدء جولة المفاوضات عن بناء "آلاف" الوحدات السكنية الإضافية قريبا في مستوطنات الضفة الغربية. وأثارت إسرائيل الأحد والثلاثاء غضب الفلسطينيين بسماحها ببناء 2129 وحدة استيطانية في الاجمال في القدسالشرقية والضفة الغربية المحتلتين. وإذ كرر كيري موقف بلاده من المستوطنات باعتبارها "غير شرعية"، أكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ملتزم مواصلة المشاركة في المفاوضات لأنه يؤمن بأن المفاوضات هي التي ستحل هذه المسألة".