كشف مصدر بجماعة "الإخوان المسلمين"، أن عددا من قيادات الإخوان بالحزب بالجماعة وحزب الحرية والعدالة، شرعوا في فتح قنوات اتصال مع المعارضة وعلى رأسها الجبهة الوطنية للإنقاذ للتفاوض معهم بهدف حل الأزمة السياسية الراهنة. وأوضح المصدر الإخوانى في تصريح خاص ل"بوابة الأهرام"، أن الحوار الذي شرع فيه عدد من قيادات الإخوان مع جبهة الإنقاذ كان قبل خطاب الرئيس الأربعاء الماضي لبلورة خريطة طريق لإنهاء الأزمة السياسية. ولفت المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن قيادات الإخوان طرحوا على المعارضة الدخول في حوار للمصالحة السياسية مقابل تشكيل حكومة جديدة وتعيين نائب عام جديد وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية والتي سبق أن طالبت بها الجبهة الوطنية للإنقاذ. واتهم المصدر الإخواني المعارضة بالمزايدة، مشيرًا إلى أن المعارضة لديها إحساس بأن الدكتور محمد مرسي سقط وأن الفرصة سانحة أمامها بالانقضاض عليه. وأوضح أن ذلك تجلى في رفض المعارضة للمبادرة التي طرحتها الجماعة، موضحا أن الجماعة تراجعت عن هذا الطرح كي لا تشعر المعارضة بضعف النظام ويواصلوا الانقضاض على منصب رئيس الجمهورية. وردا على سؤال ل"بوابة الأهرام"، حول إذا ما كانت المفاوضات مستمرة، قال المصدر: "المعارضة ترفض التعاطي وطرح أي مبادرات للحل لن تجدي نفعا مع هذه المعارضة التي ألقت بنفسها في أحضان فلول نظام مبارك - على حد وصفه. وفي سياق متصل حول سيناريوهات الخروج من الأزمة، قال مصدر آخر بالجماعة: "طرح أي مبادرات سيتوقف على حجم المعارضة في الميادين والشوارع"، مشيرًا إلى أن الدكتور مرسي ربما يخرج على المواطنين بخطاب يطرح خلاله تغيير الحكومة وتحديد موعد للانتخابات. وكشف المصدر أن هناك طرحا تم عرضه داخل الجماعة لكنه قوبل برفض شديد حول الذهاب لاستفتاء على شرعية بقاء الرئيس في منصبه". واختتم المصدر بأن المقترح تم تطويره حيث طرح البعض الذهاب لاستفتاء على بقاء الرئيس مع انتخابات برلمانية بإشراف من الأممالمتحدة. وأضاف الطرح يقوم على أنه إذا ما جاءت النتيجة بنعم لبقاء الرئيس يتم تشكيل حكومة من الأغلبية البرلمانية، أما إذا جاءت النتيجة ب"لا" لبقاء رئيس الجمهورية فإن الأغلبية البرلمانية تقوم بتشكيل حكومة لإدارة البلاد حتى انتخاب رئيس جديد. كما ذكر مصدر ثالث بالجماعة، أن حالة من الانقسام تسود داخل الجماعة على مستوى القيادات، فيما يرى بعض القيادات أن الإخوان لم يكونوا يوما طلاب سلطة وأن الذهاب للاستفتاء هو الحل حقنا لدماء المصريين، ويرى البعض الآخر أن الاستفتاء تنازل عن الثقة التي منحها الشعب للجماعة وللدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وهذا أمر غير جائز وذلك ليس من حق الإخوان. وأضاف المصدر: تسود حالة من الانقسام بين شباب الإخوان حيث يدعو البعض إلى ضرورة طرح مبادرة يلتف حولها الشباب من مختلف التيارات لإنهاء الأزمة السياسية يرفض البعض الآخر هذا الطرح ويؤكد أنه إذا كانت الجماعة ستوافق بانتخابات رئاسية مبكرة، فلماذا تم الخلاف حول الدستور وذلك كان السبب الرئيس في انسحاب القوى المدنية من التأسيسية، ولماذا ضحت الجماعة ببعض شبابها في موقع عديدة من بينها موقعة الاتحادية الأولى وموقعة المقطم وغيرها من الاشتباكات.