أكد المشاركون في ندوة "العرب يتجهون شرقا"، التي عقدتها مجلة العربي بالكويت، واختمت أعمالها مساء أمس الأربعاء، أهمية تنسيق جهود ترجمة بين لغتنا العربية ولغات الشرق الآسيوي. واعتبر البيان الختامي للندوة، أن الترجمة أهم خطوات ارتقاء الحوار مع الشرق الآسيوي، ولذلك يجب تنسيق الجهود ضمن طموح أكبر بألا نكرر خطوات، بل يجب أن نبني على ما سبقنا من خطى، ووشدد البيان الذي ألقاه الدكتور سليمان العسكري رئيس تحرير مجلة العربي أن تنسيق جهود الترجمة بين المؤسسات والأفراد، ليس فقط لنقل الآداب والفنون، وهي مهمة، ولكن أيضًا لنقل التجارب الإنسانية والعلمية والمهنية والتعليمية. وأشار البيان الختامي إلى أهمية ألا يذهب العرب فرادى إلى الشرق الآسيوي. وقال العسكري: "علينا أن نحدد كأمة عربية حاجتنا من الشرق، ونذهب إليه بأفق متسع، وخيال أوسع، ولكن ضمن إطار وإستراتيجية ترسم الخطى، ليس فقط لعام أو عامين، بل لعقود قادمة". ولفت البيان إلى الكنوز الموجودة في مكتبات الشرق لأنها تمثل جزءًا أثيرًا من ذاكرتنا، وقسمًا مهمًا من حضارتنا، وتحتاج إلى رعايتنا إما بترميمها أو بأرشفتها أو تحقيقها، لسد الثغرات في الذاكرة الجمعية للحضارة الإنسانية، التي مثلت فيها حجر زاوية لقرون عدة. ودعم بيان الندوة الأفكار التي دعت إلى دعم التواصل العكسي والتبادل المعرفي بين العرب والشرق، سواء بإنشاء نافذة إعلامية تخاطب ثلث سكان العالم بلغاتهم. ودعت الندوة كذلك لأن تتضمن مناهج الدراسة العربية في مختلف المراحل السنية، زادًا معرفيًا عن الشرق الآسيوي، يضمن للأجيال المقبلة فهمًا أكبر لثقافات وحضارات ومجتمعات، فيها ما يختلف عنا، وبها أيضًا ما نأتلف معه. وطالب البيان بتبادل الفنون بين العرب وآسيا، لأنها الجسر الذهبي لعبور الثقافات، خاصة أن التلاقح بينها يضرب عميقًا في التاريخ، بما يؤهلها لأن تكون نافذة ثرية للتفاهم والحوار. وأعلن العسكري أن أوراق الندوة ونقاشاتها ستنشر في مجلد واحد يصدر ضمن سلسلة "كتاب العربي" ليكون وثيقة وقع عليها المشاركون من نحو 20 دولة.