رحبت الولاياتالمتحدة الثلاثاء بالاعتذار الذي قدمه نائب رئيس الحكومة التركية بولند ارينج للمتظاهرين في بلاده الذين تعاملت معهم الشرطة بعنف "مفرط"، داعية انقرة الى التحقيق في ملابسات اعمال العنف التي تخللت التظاهرات وأوقعت قتيلين ومئات الجرحى. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "نرحب بتصريحات نائب رئيس الوزراء الذي قدم اعتذارا على الاستخدام المفرط للقوة ونحن نواصل الترحيب بالدعوات إلى إجراء تحقيق في هذه الأحداث". وحاولت الحكومة التركية الثلاثاء تهدئة حركة الاحتجاج السياسي غير المسبوقة التي تواجهها منذ خمسة أيام، داعية المتظاهرين الذين باتوا يحظون بدعم نقابة رئيسية في البلاد الى العودة إلى منازلهم. وبعد ليلة جديدة من التعبئة واعمال العنف التي شهدت مقتل متظاهر ثان في جنوب البلاد، أقر نائب رئيس الحكومة بولند ارينج ب"شرعية" مطالب أنصار البيئة الذين يقفون وراء حركة الغضب، ودعا المحتجين إلى وضع حد لتحركهم. وتأتي اليد الممدودة من الحكومة في حين اشتد الثلاثاء اختبار القوة الجاري منذ خمسة أيام بين الشارع والسلطة مع دخول اتحاد النقابات في القطاع العام، إحدى النقابات المركزية اليسارية التي تقول ان لديها 240 ألف منتسب، في إضراب ومع مقتل متظاهر ثان. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ندد الاثنين بالاستخدام "المفرط للقوة" من قبل الشرطة التركية في مواجهتها لتظاهرات الاحتجاج على حكومة رجب طيب أردوغان. وفي محاولة منه لتهدئة الأوضاع دعا الرئيس التركي عبد الله غول الاثنين الى الهدوء، قائلا إن رسالة المتظاهرين "وصلت". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي "نحيي الجهود التي يبذلها الرئيس غول وآخرون لتهدئة الامور"، مشيرة الى ان كيري سيتحدث عبر الهاتف مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو "للإعراب له عن قلقه إزاء تصرفات الشرطة". وحتى الساعة اختار الرئيس باراك أوباما الذي استقبل مؤخرًا رئيس الوزراء التركي في البيت الأبيض عدم الدلاء بأي موقف علني، مما يجري في تركيا. أما نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن فكان له موقف من الاحتجاجات في تركيا على الرغم من أنه حافظ في هذا الموقف على درجة عالية من الحذر. وقال بايدن امام مؤتمر نظمه في واشنطن "المجلس التركي-الاميركي"، وهو جمعية لتعزيز العلاقات التجارية والاستراتيجية والثقافية بين البلدين، أن "مستقبل تركيا يقرره الأتراك ولا أحد آخر، ولكن الولاياتالمتحدة لا تدعي أنها لا تبالي" بمصير تركيا، مشددا على دعم بلاده لحق الاتراك في التظاهر وحرية التعبير. وقال "الولاياتالمتحدة تدعم بعض المبادئ البديهية في هذه الظروف"، مؤكدا في الوقت نفسه على أن تركيا "حليف حيوي" للولايات المتحدة. وأنقرة هي أحد أقرب حلفاء واشنطن ولا سيما في حلف شمال الأطلسي ويتعاون البلدان حاليا بشكل وثيق بشأن الملف السوري.