مازالت الوثائق السرية للمفاوضات السياسية بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية تسيطر وبقوة على المشهد الإعلامي الإسرائيلي، وأطلقت وسائل الإعلام الصادرة في تل أبيب لقب فضيحة الجزيرة ليكس للإشارة إلى هذه الوثائق لتشابهها مع ما ينشر في موقع ويكيليكس الذي سرب الكثير من التقارير السياسية السرية لوزارة الخارجية الأمريكية. البداية كانت مع صحيفة إسرائيل اليوم التي كشفت عن حملة اعتقالات سرية تقوم بها السلطة الفلسطينية هذه الأيام للتحقيق مع كل من يشتبه به في تسريب أو ما أسمته الصحيفة ب"بيع" هذه الوثائق إلى قناة الجزيرة. وقال داني سيرو المحرر السياسي للصحيفة إلى أن المخابرات الفلسطينية اعتقلت مساء أمس ثلاثة من مديري مكاتب بعض من القيادات الفتحاوية من المقربين للرئيس محمود عباس للتحقيق معهم، وهي التحقيقات التي سببت أزمة كبيرة في السلطة خاصة مع حصول إسرائيل اليوم على وثائق تؤكد بأن القيادات الفلسطينية تتبادل الان الاتهامات بخصوص الشخصية التي تقف وراء تسريب هذه الوثائق والأهم من هذا كيفية حماية هذه الوثائق والعجز عن تكوين جهاز أرشيفي قوي تحميه الأجهزة الأمنية بالبلاد. قالت الصحيفة: إن جميع دول العالم تمتلك وثائق سرية ولا أحد يعرف عنها أي شيء ، إلا أن الأجهزة الأمنية الحساسة بالبلاد مثل المخابرات أو أجهزة أمن الدولة تقوم بالدفاع عن هذه الوثائق أو على الأقل وضعها في خزائن سرية في بعض من دول العالم للحفاظ عليها مثلما هو الوضع في بعض من الدول الأفريقية التي تمتلئ خزائن البنوك الفرنسية بالتحديد بالملفات السرية والأرشيفية لها والخاصة بتعاملاتها السرية مع بقية دول العالم. واختتمت الصحيفة هذا التقرير بالإشارة إلى أن أزمة الوثائق ستفجر أزمة لن تنتهي بسهولة، وهي الأزمة المرشحة للتصاعد خلال الفترة المقبلة. من جانبه أشار آفي يسسخاروف خبير الشئون الفلسطينية في صحيفة هاآرتس، إلى ما اسماه بعزم قناة الجزيرة الإطاحة بالرئيس محمود عباس ، موضحا أن توقيت نشر هذه الوثائق جاء متزامنا مع أحداث تونس واندلاع مظاهرات الغضب العربي ، وهو ما يؤكد صحة ما توصل إليه من استنتاجات زاعما أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تؤكد بأن الجزيرة حصلت على هذه الوثائق منذ فترة بعيدة ، إلا أنها فضلت نشرها الآن مستغلة ثورات الغضب التي تنطلق في المنطقة ، آملة في أن تندلع هذه الثورات في رام الله ضد عباس . ويختتم يسسخارف تحليله بتأكيد الكثير من قيادات الأمن الفلسطينية بأن الأوضاع في رام الله مستتبة ولا يمكن أن تشهد المناطق المحتلة ثورة مثل الثورة التونسية المعروفة باسم ثورة الياسمين. اللافت للنظر أن الصحيفة بعد ذلك وضعت خبرا اتهمت فيه صراحة الصحفي نضال بشارة المحرر في قناة الجزيرة، وهو قريب لعضو الكنيست السابق عزمي بشارة بأنه وراء بيع هذه الوثائق في إطار حرب خفية يديرها بشارة وبعض من جهات عرب إسرائيل ضد الرئيس عباس للتصدي لعمليات تبادل الأراضي المتوقعة في المفاوضات بين المناطق العربية في إسرائيل والقدس ، حيث كشفت الوثائق أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عرضت على السلطة الفلسطينية أخذ بعض من القرى العربية مقابل التنازل عن القدس. بعيدا عن هذا الموضوع الذي بات يشبه القنبلة العنقودية التي تنفجر باستمرار نتوجه إلى صحيفة معاريف التي كشفت النقاب عن قيام سلطة الآثار بإجراء حفريات بالقرب من المسجد الأقصى، وهي الحفريات التي تتخوف قوات الشرطة من أن تتسبب في حالة من القلق والغضب الفلسطيني خاصة مع المكانة التي يتمتع بها المسجد الأقصى في الإسلام، وسارع رئيس سلطة الأثار إلى إرسال بيان نشره موقع الصحيفة صباح اليوم عبر موقعه على شبكة الإنترنت يشير إلى أن السلطة تقوم فقط بتنظيف قناة لصرف مياة الأمطار واقعة بالقرب من المسجد بعد أن تراكمت عليها كميات كبيرة من الأتربة ، مشيرا إلى أن مسار هذه القناة لا يمر تحت المسجد الأقصى والسلطة لا تنوي على الإطلاق إجراء عمليات حفر في محيط المسجد، وفي الوقت ذاته أشارت الصحيفة إلى أن قوات الشرطة طوقت المسجد الأقصى تحسبا لاندلاع أي مواجهات بسبب هذه الحفريات التي ستستمر لعدة أيام . وإلى صحيفة يديعوت أحرونوت التي عرضت تقريرا عن أرتفاع أسعار البنزين والذي وصل سعر نوعية ال95 أوكتان منه إلى 7,3 شيكل، أي ما يوازي قرابة الدولارين، وهو مبلغ كبير تسبب في ثورة وغضب الكثير من الإسرائيليين. ومن المنتظر أن ينظم العشرات من المواطنين مع ساعات عصر هذا اليوم وقفة احتجاجية أمام منزل رئيس الوزراء بسيارتهم. وهو ما سيعطل تماما حركة المرور اليوم. وتشير الصحيفة إلى أن أسعار المحروقات لا يمكن دعمها على طول الخط خاصة في ظل ارتفاع الأجور بالبلاد، حيث إن الحد الأدني لهذه الأجور يبلغ 4300 شيكل، أي ما يوزاي قرابة ألف ومئتي دولار وهذا في حد ذاته حافز على ضرورة التخلي التام عن دعم المحروقات، لأن الإسرائيلي في النهاية يتلقى راتبا متميزا. من هذا الموضوع إلى صحيفة معاريف التي أشارت في تقرير لها إلى عودة الدبلوماسية الإسرائيلية إلى العمل خاصة بعد رضوخ الحكومة لموظفي وزارة الخارجية وقبولها برفع رواتبهم بحد أقصى بنسبة 20% ، ومن المنتظر أن يعاود الكثير من الساسة الإسرائيليين نشاطهم عبر العالم ويعود كبار الساسة والمسئولون بالعالم إلى زيارة تل أبيب بعد أن توقفوا عن زيارتها بسبب هذه الإضرابات، واعترفت الصحيفة في تقرير لها بأن العاملين والدبلوماسيين في الخارجية الإسرائيلية نجحوا في وضع أنف نتنياهو ووزير المالية يوفال شتاينس والخارجية أفيجدور ليبرمان في التراب بعد أن اصروا وخلال الفترة الماضية على عدم الاستجابة على الإطلاق لمطالب العاملين في الخارجية ، إلا أن ما حدث يثبت أن نضال العمال هزم كبرياء هؤلاء المسئولين.