بعد مرور عامين ونصف العام على الربيع العربي، يشغل الشارع المصري سؤالاً حول المكاسب التي حققها الشباب الذي فجر تلك الثورات، وهل ستشهد الأيام المقبلة استكمال تلك المطالب، سواء عن طريق تنظيم التظاهرات، أو الحشد للتوقيع على استمارات "تمرد"؟. وتميزت ثورة 25 يناير بأن الشباب سبقوا جميع النخب السياسية والثقافية، وتجاوزوا مختلف الأحزاب والحركات الإسلامية والمدنية فى إتخاذ المبادرات السياسية والدعوات التظاهرية، ولم تتمكن الأنظمة العربية من الوقوف أمام انتفاضات تلك القطاعات التي لم تلجأ للوسائل التقليدية وإنما اعتمدت، فى الأساس على قدراتهم فى استخدام شبكات الإنترنت، والوسائل التكنولوجية التى فاقت توقعات أعضاء النظام كبار السن. ويقول أيمن هيكل، وكيل مؤسسي حزب شباب الثورة، إنه بعد مرور عامين ونصف على الثورة لم تتحق مطالب العدالة الاجتماعية، وسيكون هناك موجة ثانية للثورة، متسائلاً: أين هى العدالة الاجتماعية مع إقرار قانون جديد للضرائب يزيد من أعباء محدودى الدخل؟، وأين إقرار الحد الأدنى للأجور؟، بالإضافة إلى الصكوك وقوانين أخرى كثيرة لنا اعتراضات كبيرة عليها. ويؤكد أنه من الضرورى القيام بإجراءات تصحيح المسار الذى انحرف تمامًا، موضحًا ان الشباب يرون مستقبلهم يضيع أمامهم، ولذلك هم دائما المبادرون على الساحة السياسية المصرية، خصوصًا أنه على رأس كل حزب مجموعة من كبار السن ومن هنا فالمنطقى أن يكون الشباب أسرع وأكثر مبادرة مما دفعنا لتكوين حزب شباب الثورة ليكون إمتداد لإئتلاف شباب الثورة، حتى يكون هناك حزب شبابى فعلى يعمل فى الشارع هدفه الوحيد تعديل مسار الثورة. من جانبه، أكد محمد يوسف، عضو المكتب الإعلامى لحركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، أن الحركة تقف مع من يحكم بمبادئ الثورة ومن يستخدم آليات تحقق أهدافها بغض النظر عن أية أيدلوجيات وتحزبات أو توجهات سياسية، حتى ولو اختلفت معه فى التوجه السياسى. وقال إن حركة 6 أبريل لا تفكر حاليًا فى القيام بثورة أخرى لأنها ستكون "ثورة على الثورة" وهو أمر غير مطلوب، لكنهم يطالبون بعدد من المطالب أثناء ثورة 25 يناير لم يجدوا أنها تتحقق لا بعهد المجلس العسكرى ولا بعد الانتخابات الرئاسية، مضيفًا: "الفرق بيننا كمجموعة شبابية ثورية وبين الجماعات الإسلامية أننا وضعنا مجموعة من الثوابت وعلى أساسها نحدد ما إذا كان دورنا هو المعارضة أو المساندة". ويشير يوسف إلى أن السبب فى مبادرة الشباب دائمًا سواء فى الحملات السياسية كحركة تمرد، أو الدعوة إلى تظاهرات والحشد للمليونيات يرجع إلى أن هذا الجيل من شباب الثمانينيات والتسعينيات ظلم كثيًرا من الأجيال السابقة له، ولم يجد أية بارقة نور على مدار عمره الذى يتراوح بين 20 و30 سنة، وبالتالى كان هذا دافًعا أساسيًا ليكون تفكيره سابق لأى جيل أخر. ويضيف أن الشباب حينما يطالبون بمجموعة من المطالب السياسية لا تحركهم سوى مبادئهم و دوافعهم الثورية فقط، ولا تحركهم مكاسب سياسية أو مصالح و مواءمات، لذلك يكونوا هم الأسبق دائمًا برغم علمهم أن ذلك قد يكلفهم عمرهم خاصة مع ما يتسم به الشباب من إندفاع وتهور يلازم تلك المرحلة العمرية. ويضيف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الأحزاب السياسية الآن يحكمها مجموعة من كبار السن ورغم ذلك فإننا لا نستطيع الفصل بين القوى الشبابية والأحزاب السياسية فهى جزء لا يتجزأ، لأن قطاعات الشباب داخل الأحزاب أصبح لها دور كبير لا يمكن إغفاله ومن الممكن أن يصبح لهم تأثير قوى وفعال إذا استطاعوا جذب قطاعات الشعب لهم وتجاوبوا لمبادراتهم ودعواتهم.