طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن العرب مسلمين ومسيحيين شد الرحال إلى فلسطين. واعتبر في هذه الزيارات " ليست تطبيعا" وإنما نوع من مد يد المساعدة ومؤازرة أبناء الشعب الفلسطيني. وقال خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية بمقر إقامته بالقاهرة التي يزورها منذ الأربعاء الماضي: "نحن نرحب بزيارة أي أخ عربي مسلم أو مسيحي للقدس وبيت لحم؛ لأن المجىء لهذه البلاد لا يعنى تطبيعا للعلاقات ما بين دولة الزائر وإسرائيل؛ إنما هو زيارة للسجين وليس السجان، فمرحبا بأي أخ يأتي ليطلع على أحوالنا ويساعدنا قدر المستطاع". جاء ذلك في حديث حصلت بوابة الأهرام علي مضمونه، جري الليلة الماضية بين الرئيس الفلسطيني بمقر إقامته بالقاهرة في قصر الضيافة ورؤساء تحرير الصحف المصرية وكبار الإعلاميين والمفكرين المصريين بحضور عزام الأحمد، وصخر بسيسو، والمستشار مجدى الخالدي، وسفير فلسطين بالقاهرة د.بركات الفرا وأعضاء سفارة ومندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية. وفى استعراضه لمستجدات الوضع بالقدس والإعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى، حذر أبو مازن من أنه "قد يسقط والعالم الإسلامى يشاهده بدون أن يحرك ساكنا مادام هناك علماء مسلمون يلقون بفتوى حرمانية الذهاب إليه وتقديم المساعدة، بالرغم من أن الرسول عليه الصلاة والسلام جعله من المساجد التي يشد الرحال إليها". وتابع:"لا يوجد من دليل واحد في القرآن والسنة تفتي بذلك ولكن تحزب بعض الشيوخ أو الكنيسة كمحاولة لتسييس القضية بشكل يضاد الفكر الديني نفسه" . وأضاف أنه يسمع دائما في المؤتمرات عن أموال تخصص لصالح القدس وفعليا لا ترى على أرض الواقع بدءا بقمة سرت التي اتفقت على تخصيص 500 مليون دولار لصالح القدس فلم يقدم سوى 37 مليون دولار حتى اليوم، وفي الدوحة خصصت مليار دولار كرقم فقط. وردا على سؤال حول تأثير ما يجري من حراك وثورات وأحداث داخلية عربية على شعبه الذي يرزح تحت الاحتلال الصهويني، أوضح أبو مازن أن القضية الفلسطينية في ضمير كل عربي، وأن ما يجري في هذه البلاد هو شأن داخلي. وقال: إن ما يجري فى سوريا الآن صعب ونتمنى أن تحل هذه المشكلة، وهناك مساع من دول عظمى واقليمية واسلامية لإيقاف شلال الدم والمذابح ولكننا لن نتدخل لأنها قضية تعود إلى الشعب السوري. وجدد التأكيد على رفضه ادخال أي تعديل بالمبادرة العربية، قائلا في هذا الصدد: لا تنازل عن أن حدود الدولة الفلسطينية هي حدود الرابع من يونيو 1967م، بما يشمل الضفة الغربيةوالقدس، وقطاع غزة وأي تبادل في الأراضي يجب أن يكون طفيفا وعلى أساس القيمة والمثل. وشدد علي أن العرب لم يوافقوا ولن يستطيعوا تعديل وتغيير المبادرة العربية للسلام لأنها مبادرة أقرت بقمة عربية ولا يمكن أن تعدل إلا بقمة ونحن ضد تغيير حرف واحد فى المبادرة؛ لأنه باب لو فتح لانتهت هذه المبادرة، فهي أثمن ما قدم من العرب في خلال 50 أو 60 سنة الماضية. وفيما أثير من جدل ولغط حول موضوع تبادل الأراضي، تابع أبومازن:"نحن طرحنا 1% مقابل 1% من الأراضي بنفس القيمة والمثل وإسرائيل طرحت في بعض المرات أن تأخذ 9% من الأراضي مقابل أن تعطينا 1% وهذا مرفوض تماما". وشدد علي أن الفلسطينيين أعلنوا منذ "كامب ديفيد" موافقتهم على موضوع التبادلية ولكن يجب أن يكون بنفس القيمة والمثل، كما شدد علي أن القدسالشرقية ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وبدونها لن توجد دولة فلسطينية حتى وإن حصل الفلسطينيون على كافة حقوقهم عداها. وحول علاقة حماس بالسلطة الجديدة في مصر، أضاف:"لا يمكننا أن ننكر أن حماس جزءا لا يتجزأ من حركة الاخوان المسلمين لكن مصر مازالت ملتزمة بالمصالحة الفلسطينية وتقف على ذات الصف بيننا وتسعى لتحقيق المصالحة حتى وإن كان هناك علاقة عضوية بين حماس والأخوان". فيما أشار إلى أن وفدي "فتح وحماس" اجتمعا بالقاهرة واتفقا على تشكيل حكومة في غضون 3 أشهر، موضحا:"نحن مصممون على المضي قدما ولا يوجد هناك أي ربط بين مسار المصالحة ومسار المفاوضات." استنكر أبو مازن كل الزيارات التي اعتبرها تعزز من الانقسام الفلسطيني بدءا بزيارة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي التى أعتبر فيها "القرضاوي" غزة وكأنها "قطعة محررة"، بينما هو ذاته من يحرم كل الزيارات إلى القدس والضفة الغربية بدعاوي سياسية، وخوفا مما يطلق عليه تطبيع مع المحتل الإسرائيلي وهو ما وصفه الرئيس الفلسطيني بأنه يعد دربا من التناقض، حيث إنه لا يمكنه زيارة غزة لولا موافقة اسرائيل على ذلك، وأكد أنه أبلغ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في زيارته الأخيرة أنه إن رغب في زيارة غزة يجب أن يتم ذلك عقب المصالحة.