يواصل عشرات من مثيري الشغب وأطفال الشوارع إلقاء الحجارة، وإطلاق الخرطوش وطلقات الصوت وزجاجات المولوتوف علي قوات الأمن، من أمام الجدار الخرساني الموجود بجوار المجمع العلمي بشارع قصر العيني. فيما التزمت قوات الأمن الموجودة خلف الجدار من ناحية وزارة الداخلية بضبط النفس، حيث أطلقت نحو 3 قنابل مسيلة للدموع ثم توقفت عن الاشتباك معهم، ويتبادل بعض أفرادالأمن من فترة إلى أخرى إلقاءالحجارة علي المجهولين. وخلال نحو 4 ساعات من الفوضي أمام المجمع العلمي، اختفت تمامًا الهتافات، بالإضافة إلي عدم وجود أي شعارات، ولا يوجد مطلب رسمي لمثيرى الشغب أو أسباب واضحة لتلك الاحتجاجات، فمنهم من يطالب بالإفراج عن المعتقلين، وآخرون يرفضون التغيير الوزاري الأخير، وهناك أشخاص لا يعرفون سبب وجودهم إلا لتكرار شعار "الداخلية بلطجية". المشهد أمام المجمع العلمي لم يلفت الأنظار بميدان التحرير، وحشد المواطنين، حيث يدخل بعض الأشخاص للمشاهدة من بعيد لمعرفة أسباب هذا التجمع، وسرعان ما يعودون إلي طريقهم مرة أخري، كما تشهد الحركة المرورية بميدان التحرير سهولة في جميع الشوارع القادمة من التحرير، أو المتجهة إلي وسط البلد. المثير للانتباه هو أن الأمن لم يلتفت لمثيرى الشغب الأمر الذى تسبب فى تسرب الملل إليهم، فمنهم من جلس على الرصيف، بينما تجمع آخرون في حلقات نقاشية، وعدد آخر تفرغ للاشتباك فيما بينهم، وهناك من قام بتكسير بلاط الأرصفة أمام مجمع التحرير لاستخدامه كحجارة وإلقائها علي قوات الأمن. كما نشبت خلال تلك التجمعات عدة مشادات كلامية بين مثيرى الشغب ومصوري المحطات الفضائية، ومصورى الصحف والمواقع الإلكترونية، بالإضافة إلي عدد من المواطنين غير المنتمين لأي جهة إعلامية، وذلك لرفضهم تصوير الأحداث بأي شكل وأجبروا عددا من المصورين علي مسح أي صور تم التقاطها. وكعادة أي تجمعات يظهر الباعة الجائلون بكثافة بين صفوف الموجودين لتقديم المشروبات الباردة والشاي وبعض المسليات.