وجه كل من "بان كى مون"، الأمين العام للأمم المتحدة، وإيرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة اليونسكو، رسالة مشتركة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة غدا الجمعة، وحصلت "بوابة الأهرام" على نسخة منها. وقالا في افتتاحية رسالتهما "تعد حرية التعبير، التي كُرّست في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عنصرا أساسيا في تمكين الأفراد وفي بناء المجتمعات الحرة والديمقراطية، وتشكل حرية التعبير حقا أساسيا في حد ذاتها، كما تكفل توافر الظروف المؤاتية لحماية سائر حقوق الإنسان وتعزيزها. ولكن ممارسة الحق في حرية التعبير لا تحدث تلقائيا، بل تستلزم بيئة آمنة للحوار تتيح لجميع الأشخاص أن يتحدثوا بحرية وانفتاح، بلا خوف من الانتقام". وتابعا: ويشكل هذا اليوم، الذي يصادف الذكرى السنوية العشرين لإعلان اليوم العالمي لحرية الصحافة، فرصة لتجديد التزامنا في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها العالم حاليا. وأضافا: تواجه حرية التعبير مخاطر جديدة يوما بعد يوم. وكثيرا ما يتعرض الصحافيون لأعمال العنف بسبب إسهامهم في ضمان الشفافية والمساءلة في الشؤون العامة، وقد شهدت السنوات العشر الأخيرة مقتل ما يزيد على 600 صحفي لقي كثيرون منهم حتفهم في مناطق خالية من النزاع". ومضى كي مون وبوكوفا قائلين "لم تزل ظاهرة الإفلات من العقاب منتشرة على نطاق واسع، فمرتكبو جرائم القتل التي تستهدف الصحفيين لا يحاكمون في تسعة من أصل كل عشر حالات، ويعاني عدد كبير من الإعلاميين من ممارسات التخويف والتهديد وأعمال العنف كما يتعرض كثيرون منهم للاحتجاز التعسفي والتعذيب، ويحرمون في غالب الأحيان من إمكانية الحصول على المساعدة القانونية اللازمة. وتابعا: ولذلك علينا أن نتصدى بعزم لهذا النوع من انعدام الأمن والظلم، وقد اختير موضوع "التحدث بأمان: ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام"ليكون محور اليوم العالمي لحرية الصحافة في هذا العام من أجل تعبئة المجتمع الدولي لحماية سلامة جميع الصحافيين في جميع البلدان ولكسر الحلقة المفرغة التي تجسدها ظاهرة الإفلات من العقاب. وأكدا أنه يشكل هذان الهدفان ركيزة خطة عمل الأممالمتحدة بشأن سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب. فمنظومة الأممالمتحدة ملتزمة التزاما قويات بتنسيق الأنشطة وإذكاء الوعي ومساندة البلدان في تعزيز المبادئ الدولية وفي وضع تشريعات تكفل حماية التعبير وحرية تداول المعلومات. وأوضحا أنه من الضروري أن تشمل التدابير المتخذة وسائل الإعلام التقليدية والبئة الرقمية، التي بات يلجأ إليها عدد متزايد من الأشخاص لإنتاج الأخبار أو الاطلاع عليها. وتتعرض سلامة المدونين، والصحافيين المواطنين، والمنتجين في مجال وسائل الإعلام الاجتماعية، ومصادرهم، لتهديدات متنامية. فإلى جانب المخاطر التي تهدد سلامتهم البدنية، يُستهدف هؤلاء الأشخاص بأعمال عنف نفسي وعاطفي من خلال الهجمات السيبرنية، والانتهاكات التي تمس بسرية البيانات، وممارسات التخويف، وأعمال المراقبة غير المشروعة، وخرق الخصوصية. وأشارا إلى أنه لا تؤدي هذه الاعتداءات إلى انتهاك حرية التعبير وتعريض سلامة صحفيي الإنترنت ومصادرهم للخطر فحسب، بل تؤدي إلى حرمان جميع الناس من إمكانية الانتفاع بشكبة إنترنت حرة ومفتوحة. وختم مون وإيرينا رسالتهما داعين، جميع الحكومات والمجتمعات والأفراد إلى بذل قصارى جهدهم لحماية سلامة جميع الصحافيين، سواء أكانوا يعملون في وسائل الإعلام التقليدية أم على الإنترنت. ولكل فرد الحق في إسماء صوته، وينبغي أن يكون الجميع قادرين على التعبير عن آرائهم. وفيما يلي نص رسالة بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة وإيرينا بوكوفا: