فى مثل هذا اليوم منذ 28 عاما،أدى الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة، فى ولايته الأولى.. الأمر نفسه حدث بالنسبة للرئيس ال 45 فى تاريخ أمريكا حاليا، باراك أوباما، الذى أدى اليمين الدستورية فى مثل هذا اليوم منذ عامين. احتفالا بهذه المناسبة قامت قناة فوكس نيوز الإخبارية، بنشر تقرير على موقعهاالإلكترونى حول أوجه التشابه بين الرئيسين، والمصاعب التى واجهت كلا منهما وكيفية التعاطى معها.. فكلاهما جاء إلى الحكم فى ظل ظروف اقتصادية صعبة وخطيرة، مرت بها أمريكا كما ورث كلاهما حربين عن سابقيهما. ريجان ورث الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى السابق وأزمة الرهائن الأمريكيين فى إيران، وأوباما ورث عن سلفه جورج بوش، حربى العراق وأفغانستان، لذا كان على الزعيمين القيام بمعجزات فيما خص الأمرين،الاقتصاد والحرب. وبعد مرور عامين على تولى ريجان الرئاسة كانت فرص إعادة انتخابه لولاية ثانية تواجه صعوبات، أو لم تعد مضمونة، وما فعله ريجان فى مواجهة هذه الأزمات معروف للجميع، أما أوباما فإنه مازال يقاتل ليحرز تقدما في الملفين. فى الأزمة الاقتصادية اختلف الاثنان فى سبل التعامل معها، ريجان ركز على الحد من ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة من خلال خفض الإنفاق الحكومى وخفض الضرائب وحارب الديمقراطيين حتى توصل إلى حلول توافقية معهم أتاحت له تمرير خططه. أما أوباما الذى جاء إلى الحكم فى ظل صعوبات اقتصادية أكثر فداحة مما واجهه ريجان تمثلت فى أزمة اقتصادية عالمية، أسفرت عن انهيار العديد من البنوك والشركات وانهيار صناعة السيارات، فقد اختار زيادة الإنفاق الحكومى وخفض الضرائب ولم يتوصل إلى تسويات مع الجمهوريين حتى الوقت الحالى وأجلها لوقت آخر. إدارة ريجان التى تمكنت من الفوز فى الولاية الثانية بأغلبية ساحقة واجهت فى يناير وبعد سنتين من الحكم عام 1983 ورطة سياسية كبيرة كما يواجه أوباما الآن، فنسبة البطالة وصلت إلى 10,4% وهى أعلى بنسبة 1 %، عما تم تسجيله فى ديسمبر الماضى، وفى الوقت نفسه وصلت استطلاعات الرأى عن شعبية ريجان وفقا لمركز جالوب لأدنى مستوياتها خلال فترة رئاسته إلى 35 %. أما أوباما فإن استطلاعات الرأى وفقا لمركز جالوب، لم تبلغ هذا المستوى المنخفض حتى الآن، بالرغم من أنها انخفضت إلى 41 % في سبتمبر الماضى قبيل انتخابات التجديد النصفى، أما الآن فهو يقف عند نسبة 49 %، بعد تصاعد شعبيته عقب حادث إطلاق النار فى توكسون منذ أسبوعين. وقد نوهت قناة فوكس نيوز بأن التاريخ يشهد على أن الرئيس الذى تظل شعبيته قريبة من نسبة 50 % تكون فرصه فى إعادة الانتخاب كبيرة جدا. ويبذل أوباما حاليا الكثير من الجهود ربما أكثر من أى رئيس أمريكى فى العصر الحديث ليظهر للشعب الأمريكى أنه يعمل بلا كلل من أجل صالحهم مستغلا مهاراته فى الاستفادة من وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية المختلفة وشبكة الإنترنت لتلميع صورته وتسويق سياساته وفق خطة وضعت بعناية، حيث يظهرالرئيس يوميا برفقة زوجته فى كثير من المناسبات والأحداث ويجرى العديد من المقابلات مع التجمعات الجماهيرية يتم خلالها أخذ صور تذكارية مع المواطنين. وعن كيف تعافى ريجان من أزمة الركود الاقتصادى ونجاحه فى إعادة انتخابه بأغلبية ساحقة عام 1984 أشارت فوكس نيوز إلى عدد من العوامل التى ساهمت فى ذلك: أولها الصراع الشرس بين 8 من أعضاء الحزب الديمقراطى للفوز بترشيح الحزب فى انتخابات الرئاسة ضد ريجان، ثانيا كان ريجان مثل أوباما خطيبا مفوها يجيد استخدام اللغة لجذب وحشد الجماهير، ثالثا وهو الأهم سرعة تعافى الاقتصاد فى عهده ومعالجة القضايا االمترتبة عليه وهو ما بدأ أوباما يهتم به فى الآونة الأخيرة. ففى أكتوبر عام 1984 وقبل شهر من الانتخابات هبطت معدلات البطالة من 10,4 % إلى 7,4 % وانخفض التضخم إلى أقل من 10 % وهو ما دفع الناخبين للالتفاف حول ريجان ودعمه بشكل كبير فى حملته الانتخابية. ووفقا لاستطلاعات معهد جالوب فإن شعبية أوباما عندما انتخب رئيسا كانت 68 % وهى نسبة أعلى بكثير من شعبية ريجان عند انتخابه التى كانت "51%" ولكن بعد شهرين من توليه المسئولية قفزت شعبيته إلى 67 % خاصة بعد محاولة جون هينكلى اغتياله. وقد أشارت قناة فوكس نيوز إلى أن النجاح فى الاقتصاد هو كلمة السر التى أعادت إلى ريجان شعبيته ومكنته من إعادة انتخابه مرة أخرى. وتضيف: كذلك يجب على أوباما أن يفعل ويسير على نهج ريجان إذا أراد أن يبقى فى البيت الأبيض، لفترة رئاسية ثانية.