أثارت تصريحات وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود على مدى الأسابيع الماضية انتقادات واسعة، ومطالب من قبل خبراء الإعلام بمراعاة المسئولين مواثيق الشرف الصحفى والإعلامى. كان وزير الإعلام قد عاود ردوده السابق انتقادها على الإعلاميات خلال مؤتمره الصحفى أمس، لعرض أهم الإنجازات التى قام بها خلال فترة رئاسته للوزارة، وقال ردًا على سؤال لمراسلة قناة "النهار" عن محتوى قنوات التليفزيون المصري "سأقول لك كما قلت لزميلتك من قبل "تعالي وأنا أقولك أين المحتوى"، وهو ما أثار حالة من الاستهجان بين جموع الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر الصحفي، وأعلن عدد منهم انسحابهم اعتراضًا على مقولة الوزير. واعترض الوزير على سؤال مراسلة "النهار" حول محتوى ما قدمه للوزارة خلال الفترة الماضية، وقولها إن سياسة التليفزيون والوزارة مازالت كما هى قبل الثورة، ليرد الوزير، قائلاً: "لسنا مثل النظام السابق، واللى مايشفش من الغربال يبقى...". وفى تصريحاته ل"بوابة الأهرام" أوضح الدكتور "صفوت العالم" رئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامى وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة،أن تلك التصريحات رغم تكرارها أبسط ما يمكن أن توصف بأنها قابلة للتأويل، ويفترض فى أى شخص عام ألا يكرر جمل تتسم بالغموض والقبول للتأويل. وأضاف العالم: "من المفترض أنه عندما تدعو أي وزارة أو هيئة إلى مؤتمر صحفى أن تكون مستعدة للإجابة عن تساؤلات الصحفيين المحتملة والمتوقعة وعندما يطرح الإعلامى أداته وهى السؤال، يجب أن يكون المسئول- خاصة إذا كان وزيرًا للإعلام- مستعدًا ولديه المضامين والصياغة المناسبة للإجابة عن التساؤلات الصحفية، حتى لو كان الصحفي مغرضًا، لأن المسئول يخاطب الرأي العام، وجماهير المشاهدين والقراء من خلال الإجابات التى يطرحها على تساؤلات الصحفيين". ويضيف أن المؤتمر الذى دعى إليه الصحفيون كان مرتبًا له ويحضره كبار المسئولين من الإعلاميين المساعدين للوزير، وبالتالى فأى سؤال هو لديه إجابته، وهناك افتراض أن وزير الإعلام هو المتحدث باسم الحكومة، وفى حال حدوث أى أزمة يصبح وزير الإعلام هو واجهة الحكومة؛ لأن من المفروض أنه يتمتع باللباقة واختيار الألفاظ والمرونة الذهنية. ويتابع العالم من خلال هذا العرض يتبين فداحة تكرار هذا الأسلوب غير اللائق، فى التعامل بهذه الطريقة التى تتسم بالإزدراء والشكل المعيب والقابلية للتأويل مع الصحفيين والإعلاميين، وخصوصا الصحفيات منهم والإعلاميات. وأكد أن الإعلاميين هم وحدهم لديهم القدرة على ردع التصرفات غير المسئولة، والتصريحات غير اللائقة الموجهة إليهم من جانب بعض المسئولين، والتى تفتقد المهنية وتتعارض مع ميثاق الشرف الصحفى. على جانب آخر، انتشر على صفحات التواصل الاجتماعى العديد من الانتقادات من جانب النشطاء السياسيين والشخصيات العامة، لتلك التصريحات المتكررة وانتقدت الصفحات المناصرة لحقوق المرأة، واعتبرتها تحرشًا لفظيًا، ومنها صفحتا "ضد التحرش" و"شفت تحرش" اللتا رفضتا أداء وزير الإعلام، وتكرار إجاباته التى تحتمل التأويلات على تساؤلات بعض الإعلاميات، بحسب قزل تلك التصريحات. وطالبت الجبهة الحرة للتغير السلمى بإقالة صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، وأدانت فى بيان صادر لها، استمرار وزير الإعلام وإصراره على خدش حياء الملايين من المشاهدين، واستفزازه المتعمد تجاه الصحفيين والإعلاميين، بحسب قول البيان.