قال الأكاديمي الإيطالي جينارو جرفازيو، أستاذ دراسات الشرق الأوسط أن هذة المرحلة هى فرصة كبيرة لليسار وتحد كبير له فهو إما ينجح فى الانتشار والوجود الحقيقي فى صفوف الجماهير أو عليه القبول بدور هامشي. وأوضح جينارو فى تصريح ل"بوابة الأهرام" على هامش مؤتمر "اليسار والثورات العربية" الذى انطلقت فعالياته اليوم بالقاهرة، أن هذه الفرصة تتخذ طابعا خاصا فى العالم العربي خاصة الدول التى شهدت ثورات مؤخراً فيما عرف بالربيع العربي نظرا لكون القوى السياسية التى صعدت للسلطة سواء فى مصر أو تونس أو اليمن وغيرها، لا تعبر عن مطالب شعوبها. وأضاف قائلا: "فى مصر -نموذجا- نجد أنه على الرغم من مشاركة الإخوان المسلمون فى الثورة ودفاع شبابها عن الميدان فى الأيام الأولى، إلا أنها منذ البداية تحالفت مع الجيش وكونا معا ما يمثل الثورة المضادة وسعيا معا لإبقاء الثورة فى إطار قانونى ضيق محدود جدا وإذا نظرنا جيدا للمشهد السياسي الحالى نجد أن القوى الوحيدة التى تمتلك تراثا يؤهلها للتعبير عن مطالب أغلبية الشعب هى اليسار". وشدد على أن ممارسة الثورة والاحتجاج فى الشوارع والميادين ورفع لافتات وشعارات الثورة لا يكفى بل يجب أن يتوازى مع قدرة على التحرك بين صفوف الجماهيروطرح رؤية بديلة، مضيفا "الجميع يتساءل عن مشروع النهضة ولا أحد علم ملامحه أو برامجه أو على أقل تقدير بعيدا عن الجدل حول وجود هذا المشروع أو عدمه أين هى الحلول التى يقدمها التيار الدينى برئاسة الإخوان المسلمين لمشكلات المواطن اليومية بوصفهم من هم فى السلطة سواء فى مصر أو تونس أو اليمن فكل الشعوب تشعر أن حالها يسير إلى الأسوأ بالمقارنة عما قبل الثورة وأنها تكبدت تضحيات كبيرة ولم تحصد شيئا فى المقابل". تابع قائلا :"اليسار يملك البديل بلا شك ولكن عليه تنظيم نفسه وبلورة رؤيته وطرحها بقوة ولكن عليه أولا أن يتخلى عن فكرة النخبوية وينخرط وسط الجماهير ويعبر عنهم إذا ما أراد استغلال تلك الفرصة، فسر نجاح الثورة هو أن القوى السياسية استمعت للجماهير فى ميدان التحرير بمصر وشارع الحبيب بورقيبة فى تونس وتوحدت خلف الشعارات والمطالب التى طالبت بها الجماهير. أضاف قائلاً: "فتلك هى الثورة الحقيقية وليس أن يقوم اليسار أو غيره من التيارات بفرض شعارات ومطالب محددة على الجماهير سواء كانت تخدم أهدافه أم لا لكنها ستفشل حتما إذا ما تعارضت مع مطالب الجماهير أو لم تلق قبولا بينهم وهذا ما يقوم به الإخوان المسلمون حاليًا فهم يكررون أخطاء نظم ما قبل الثورة ويفرضون شعاراتهم وما يعتبرونه رؤية على الجماهير والجماهير لا تتجاوب معها لأنها لا تعبر عن مطالبها".