تجري حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اتصالات مكثفة، وتقوم بنشاط ملحوظ مع قوى المعارضة السياسية في مصر، في خطوة يراها محللون تهدف إلى إزالة هاجس القلق تجاه الحركة داخل المجتمع المصري، في ظل تصاعد الاتهامات الموجهة لحماس. وكانت حماس قد تعرضت لاتهامات بتورطها في العديد من الأحداث المهمة والخطيرة في مصر خلال وبعد ثورة 25 يناير، مثل قضية اقتحام السجون، وقضية مذبحة رفح التي راح ضحيتها 16 من قوات حرس الحدود بالجيش المصري. جهود حماس بدأت بزيارة قام بها وفد من الحركة بقيادة الدكتور موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي إلى مقر التيار الشعبي، وإجراء مباحثات مع حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، القيادي البارز في جبهة الإنقاذ، أعقبها زيارة قام بها أبو مرزوق لحزب التجمع المصري. ويسعى أبو مرزوق، الذي يقيم بشكل شبه مستمر في القاهرة، إلى الانفتاح على كل القوى السياسية في مصر، دون أن تقتصر العلاقات على الحزب الحاكم وقيادات جماعة الإخوان، التي تعتبر "حماس" جزءا أصيلا من تكوين ما يعرف ب"التنظيم الدولي للإخوان المسلمين". وعقب لقاء قيادات حزب التجمع أوضح أبو مرزوق أن قيادات التجمع أكدوا له خلال اللقاء أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية كانت وستبقى على رأس أولويات الحزب. فيما جدد أبو مرزوق ثوابت حركة "حماس" وتمسكها ببرنامج المقاومة والتحرير، وأنها حركة تحرر وطني تسعى للتخلص من الاحتلال، وأن سياستها الثابتة والمعروفة هي عدم التدخل في أي صراعات داخلية في الدول العربية وغير العربية. وأضاف القيادي الفلسطيني في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام": "أكدنا للإخوة في المعارضة المصرية أن معركتنا نحصرها مع عدونا المحتل لأراضينا، ولأننا شعب تحت الاحتلال ونسعى للتحرر منه فنحن بحاجة إلى كل القوى الوطنية والإسلامية الحية في أمتنا العربية والإسلامية، وفي كل العالم الحر، ونحن نقف على مسافة واحدة ومتساوية من جميع هذه القوى والتيارات والأحزاب السياسية والفكرية، ولا نحصر علاقتنا بتيار منها دون آخر". وطالب أبومرزوق قيادات المعارضة في مصر بأن يكون لهم دور في مواجهة الافتراءات والأكاذيب التي يتعرض لها الفلسطينيون وحركات المقاومة من بعض وسائل الإعلام المصرية، دون سند أو دليل والتي تنعكس بالسلب على العلاقات بين الشعبين المصري والفلسطيني. وكان أبومرزوق، قد التقى في وقت سابق قيادات التيار الشعبي، نافيا علاقة الحركة أو أيا من الفصائل الفلسطينية بمقتل الجنود المصريين في هجوم سيناء في شهر أغسطس الماضي، كما نفى صلة حركته بأعمال العنف التي تشهدها مصر. وقال أبومرزوق: "نحن نتعاون مع السلطات المصرية المعنية لإثبات هذه الحقائق ومازلنا على علاقة يومية بكل الإخوة الرسميين المعنيين بمثل هذه القضايا. ويمكن القول إن "حماس" في زمن الثورات العربية أصبح لها وضع مغاير للسابق، يحمل في طياته تحدياتٍ وفرصا غير مسبوقة على خلفية بزوغ نجم التيارات الإسلامية في منطقة الربيع العربي وتوليها مقاليد السلطة في أكثر من بلد عربي. وفي هذا الإطار قال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس في قطاع غزة ل"بوابة الأهرام": إن الحركة علي تواصل مع كل القوي السياسية في مصر والمنطقة العربية وأن انفتاح الحركة على التيارات الليبرالية ليس أمرا جديدا. وأشار النونو إلي أن حماس ليست جزءًا من المعارضة المصرية في الداخل، وأن التنسيق معها يأتي في إطار "القضية الفلسطينية" والدور المصري فيها بكل مكوناته وفصائله السياسية. وأكد النونو أن اتصالات الحركة مع تيارات المعارضة المصرية ليس لها علاقة بحالة التفاعلات السياسية الموجودة في الشأن المصري والخلافات بين المعارضة والنظام.