مثل جميع المجالات التي تأثرت بشكل ملحوظ بالأحداث الأخيرة التى مرت بها تونس، نال المجال الرىاضي ومسابقاته بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص نصيبا من التأثر، حيث تقرر وقف إقامة مباريات الدوري. وهناك تساؤلات تدور فى أذهان التونسيين أنفسهم حول مصير المنتخبات التى ستخوض التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات بطولة أمم إفرىقيا 2012، أمام المنتخب التونسى الأول فى حال استمر تدهور الأحوال السياسية، وكذلك موقف المنتخب التونسى الأول من المشاركة فى التصفيات الإفرىقية بالجولة الثامنة والمؤهلة لنهائيات بطولة كأس الأمم الإفرىقية بغينيا الاستوائية والجابون. وحول الدور الذى سيقوم به الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) برئاسة الكاميرونى عيسى حياتو بشكل عام فى مساندة اتحاد الكرة التونسى فى تلك الأزمة السياسية حتى تعود الأنشطة الرياضية لسابق عهدها، قال مصدر موثوق به داخل الكاف: "ينتظر الاتحاد الإفرىقى وصول تقرىر مفصل من جانب اتحاد الكرة التونسى على ضوء الأحداث الأخيرة التى يشهدها معظم مدن تونس خاصة بعد قرار وزارة الشباب والرياضة التونسية برئاسة سمير العبيدى أمس الجمعة تأجيل مباريات الأسبوع الخامس عشر من مسابقة الدورى الممتاز لكرة القدم هناك وإيقاف المسابقة لأجل غير مسمى". على ضوء التقرىر الذى ينتظره الاتحاد الإفرىقى الكاف خلال الأيام المقبلة سوف يتحدد موقف المنتخب التونسى الأول الذى يستعد حاليا لخوض منافسات الجولة الثامنة من التصفيات الإفرىقية المؤهلة بدورها لنهائيات بطولة كأس الأمم الإفرىقية التي ستقام بغينيا الاستوائية والجابون 2012 أمام تشاد يوم 5 يونيو المقبل بتونس. علمت "بوابة الأهرام" من المصدر المسئول أنه لن يتم اتخاذ قرار متسرع بشأن مصير مشاركات المنتخب التونسى الأول أو المنتخبات التونسية لكرة القدم بمختلف فئاتها العمرىة خاصة أن هناك متسعا من الوقت حتى تعود الأحوال إلى طبيعتها فى ظل أن الجولة الثامنة من التصفيات سوف تبدأ يوم 5 يونيو المقبل. كما أكد المصدر أن الكاف مر بظروف مشابهة فى عدة دول إفرىقية منها على سبيل المثال رواندا عام 1994 أثناء أزمة الحرب الأهلية هناك، والأزمات السياسية في إثيوبيا خلال التصفيات الإفريقية، لكنها لم تستطع وقتها المشاركة فى بطولة كأس الأمم الإفريقية، مؤكدا في الوقت نفسه أن الكاف دائما ما يراعى تلك الظروف سواء كانت سياسية أو رياضية، وهى دون أدنى شك ظروف طارئة خارجة عن إرادة الجميع، ومن الممكن أن تحدث داخل أى اتحاد أهلى لكرة القدم تابع للاتحاد الإفريقى من دون أن يوقع أى عقوبات على تلك الدول لأنها كلها حالات طارئة، موضحا أن الاتحاد الإفرىقى يتمنى أن تعود الأمور إلى نصابها. اختتم المصدر تصريحاته بأن الكاف سيكون على اتصال دائم خلال الساعات المقبلة بمسئولى الاتحاد التونسى لكرة القدم برئاسة جدى على لمعرفة آخر التطورات، متمنيا أن تعود المسابقة المحلية التونسية وتُستأنف فى أقرب وقت ممكن بعد هذه الأحداث السياسية الأخيرة التى كانت سببا فى إيقافها اضطراريا. كانت أغلب الأجهزة الفنية للأندية التونسية قد منحت لاعبيها راحات سلبية مفتوحة لحين وضوح الرؤية، ولم يمكن الاتصال بأى مسئول فى الجامعة التونسية لكرة القدم وحتى هواتف مقر الجامعة نفسها لا يرد عليها أحد، وكذلك معظم الأندية التونسية، ويبدو أن مسئولي الأندىة أنفسهم غير موجودين.