يبحث وزراء الداخلية العرب خلال مؤتمرهم الثلاثين في الرياض اليوم الأربعاء جدول أعمال يتضمن خطة لمواجهة الإرهاب أثر انتشاره بفعل "الإنفلات الإعلامي" ووسائل التواصل الاجتماعي. وقال الأمين العام للمجلس محمد كومان في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية أن "انتشار الفكر المنحرف المتشدد والفتاوى الضالة بفعل الانفلات الإعلامي وازدهار وسائل الاتصال الجماهيري كانت له انعكاسات كبيرة على الإرهاب بحيث شهدنا زيادة ملحوظة في الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية والنزاعات الطائفية". إلا أنه أضاف "لكن بات من المستحيل فرض رقابة صارمة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فلا بد بالتالي من تركيز خطاب تصحيحي يفند الفكر الضال (..) فالفكر لا يواجه إلا بالفكر". ويشير الأمين العام بذلك إلى مركز اسسه وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف قبل عدة أعوام "للرعاية والمناصحة" يحمل اسمه يعمل على تخريج حوالى ثلاثين دفعة ضمت آلاف الشبان "المغرر بهم". ويعمل المركز في الرياضوجدة على إعادة تاهيل الالاف من المتشددين عبر برامج دينية واجتماعية ونفسية وتاريخية ودورات علمية ورياضية وفنية ومهنية وندوات خلال فترة زمنية يقضونها بالمركز. وبرنامج إعادة التأهيل مخصص للسعوديين العائدين من معتقل غوانتانامو الأمريكي ولمعتقلين سابقين بتهمة الإرهاب، ويتضمن دعما ماليا لإعادة اندماجهم في المجتمع. ورغم إعلان مشجعي هذا البرنامج نجاحه، إلا أن بعض التائبين يعودون الى ممارسة انشطة متطرفة. من جهته، قال العاهل السعودي في كلمة ألقاها عنه وزير الداخلية أن "تحديات خطيرة وكثيرة تواجه امتنا العربية تهدد امنها (...) لكننا سنحافظ على أمننا القائم على أساس التعاطف بين أبناء الشعب للواحد وتعاونهم مع أجهزة الأمن". ودعا إلى "صياغة رؤية أمنية عربية شاملة في أفق مواجهة تتسم بالحكمة السياسية وتقوية التماسك الاجتماعي (..) وتطوير التسنيق الامني وتفعيل دور المؤسسات الدينية والاجتماعية والتعليمية". ولفت الملك إلى ضرورة أن "تدرك أجهزتنا الإعلامية خطورة بث روح التفرقة والانقسام في صفوفنا"، مشيرًا إلى أن بلاده "تكافح الجريمة وفي مقدمتها الإرهاب، آفة هذا العصر".