لأول مرة بعد 15 سنة دخل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، مدينة السويس، ليزور رفيق مشواره الكابتن غزالى، رمز أدب المقاومة الشعبية بالمدينة الباسلة ومؤسس فرقة و"لا الأرض" الشهيرة، التى كانت تشعل حماس الجماهير خلال حرب الاستنزاف بأحد مستشفيات السويس بحى الغريب، بعد أن تم نقله إليها. ولم تخل الزيارة من القفشات بين غزالى والأبنودى، واستعادة الذكريات لأكثر من نصف قرن، ومازح الأبنودى غزال قائلا: "الدهن فى العتاقى"، حينما دخلا فى سيجال على بعض الأغانى، خصوصا أغنية يا بيوت السويس، التى تذكرها الأبنودى خلال اللقاء وكأنها جزء من شخصيته. وتذكرا معا بداية حياتهما، عندما تمت دعوتهما بقرية العدوة بالشرقية فى حرب الاستنزاف وتذكر الأبنودى عندما شاهد الحضور فى حالة حزن، فمال على غزال قائلا ما هذه البشر الحزينة والمستاءة منا، واضطر لترك الميكروفون، لكن اكتشفوا بعد الحفل الشعرى أن الحضور كانوا لا يعلمون شخصيتهم، وكانوا مجبرين على الحضور والاستضافة، لكن عندما تفاعلوا معهم كان لهم رأى آخر. وأثناء الزيارة اليوم الجمعة اتصل بالكابتن غزالى اللواء سمير عجلان، محافظ السويس، للاطمئنان عليه، وعقب الاتصال قال الأبنودى لغزالى: "أنت تاريخ وضمير للسويس"، وتبادلا سويا أجزاء شعرية فى حقبة سجلها التاريخ بأحرف من نور للسويس فى مقاومتها خلال حرب الاستنزاف وحرب 73 وحتى ثورة يناير. وتذكر الأبنودى أشخاصا بعينهم، مثل الكابتن كالا، وأحمد هلال، وحسن الأسوانى، أشهر بائع للصحف بالسويس بميدان باراديس، ومحمد مكى وأبو العيون. ووعد الأبنودى بزيارة للسويس لعقد ندوة، ثم غادر عائدا إلى الإسماعيلية قائلا إنه لم يغادر الإسماعيلية منذ 4 سنوات، وإن جميع فحوصه الطبية ولقاءاته تتم فى مزرعته بالإسماعيلية.