بعد عامين على أحداث الثورة قررت القوات المسلحة الإفراج عن بعض قصص وأسماء لبعض الشهداء الذين فقدوا حياتهم فداء الوطن. "بوابة الأهرام" استمعت لعدد من القصص التى تكشف تفاصيل جانب آخر من الشهداء لم نسمع أسماءهم من قبل برغم أنهم ضحايا الواجب من خير أجناد الأرض. تعود أحداث الواقعة إلى 7 فبراير من عام 2011 فى أحداث الانفلات الأمنى بعد انسحاب الشرطة ونزول القوات المسلحة لحماية المواطنين, حيث كان الشهيد ملازم أول أحمد سمير رمضان يقف فى لجنة تأمين عند مدخل مدينة أطفيح بالجيزة عندما استوقف عربة نصف نقل للتفتيش ورفضت السيارة التوقف واصطدمت باللجنة وبموتوسيكل من قوة التأمين وتعامل الضابط بإطلاق نار على العربة ومات سائقها، وفر اثنان آخران وتركا العربة التى كان بها نصف طن من مخدر البانجو. وعندما وصل الهاربون إلى قريتهم جمعوا أهل المهرب وعادوا للانتقام من الضابط وقتلوه أمام قوات من شرطة أطفيح ومثلوا بجثته. فى لقاء مع والد الشهيد قال سمير حجازى: "فخور بأكبر أبنائى الذى استشهد منذ عامين, وفخور لأنه كان رجلاً بمعنى الكلمة, كان ضابط احتياط وباقى له شهران حتى انتهاء تكليفه, وفخور بأنه كان يدافع عن الوطن ضد البلطجية والمهربين, فخور بأنه لم يهرب عندما هاجمته أعدادا غفيرة من الأهالي, فخور لأنه بطل ورفض أن يطلق عليهم النار من سلاحه الآلى ومات وهو يرتدى زيه العسكرى وأصبح شهيدا". وأضاف والد البطل, أحمد الذي تمت ترقيته إلى رتبة نقيب عقب استشهاده والحمد لله اليوم القضاء اقتص للحق وأقول له: "نام وارتاح دمك لم يذهب هدرا". "استدعي ليلة 2 فبراير 2011 وخرج يومها ولم يعد، وكان يستعد لكي يخطب وأعد قميص وكرفاتة كما هما حتي الآن" بهذه الكلمات عبرت بهية علي عبد ربه عن الآلام فقدانها لابنها النقيب محمد فؤاد عبد المنعم من سلاح المدرعات الذي استشهد في أحداث وزارة الداخلية. علي الرغم من مرور عام علي تاريخ استشهاده إلا أن والدة الشهيد محمد مازالت تتذكر تفاصيل اليوم الأخير الذي ودعها فيه ابنها، قائلة: "أصر محمد علي تلبية واجبه نحو الوطن بعد استدعائه منتصف الليل وقال هذا واجبي وربنا ينصرنا، وهذه المرة بالذات أيقظ والده ليسلم عليه علي غير العادة وطلب مني أن أنظر من الشباك وأودعه بعد نزوله". الشهيد محمد خريج الكلية الحربية دفعة 2008، كانت أمانيه أن يدافع عن بلده منذ الصغر وهو ما أوضحته والدته في حديثها مؤكدة: "إبني منذ الصغر كان نفسه يدخل الحربية كان حلمه أنه يدافع عن بلده وكلنا في البيت كنا بنأيده وفرحت فرحة كبيرة عندما تخرج، وكان نفسي أفرح به عريس". ولا يختلف حال أسرة الشهيد نقيب محمد عن غيره من مئات أسر شهداء القوات المسلحة أثناء ثورة 25يناير، وهو ما أوضحه والد الشهيد نقيب أحمد سمير رمضان الذي استشهد أثناء تأمينه لقسم شرطة أطفيح نتيجة لهجوم البلطجية علي القسم لاستوقافه أحد السيارات النقل في أحد الأكمنة ومطاردتها وضبط كمية من المخدرات بها. "في آخر اتصال تليفوني بي طلب مني الدعاء وأكد لي أن مصر لن تركع أبدا وأن القوات المسلحة سوف تسلم الراية مرفوعة" هكذا يتذكر والد الشهيد أحمد سمير رمضان أخر كلمات لولده كأنها اليوم. وعلي الرغم من مرور عامين علي ثورة 25 يناير إلا أنه مازال أفراد وضباط الجيش يتذكرون يوم تلقي الأوامر في 28 يناير 2011 بالنزول للشارع، عبد الحميد سند عبد الظاهر أحد ضباط الصف المنطقة المركزية روي للبوابة تفاصيل نزول الجيش للشارع. وقال عبد الحميد: "نزلنا يوم 28 يناير 2011 أثناء أحداث ثورة 25 يناير وقمنا بالحفاظ علي ميدان التحرير من الخارج وتم تكليفنا فيما بعد بالفصل بين الشرطة والجيش، كلفنا فيما بعد بتأمين وزارة الداخلية يوم 4 فبراير 2011 ضد أي عدوان عليها، موضحا أن القوات المسلحة انحازت منذ البداية للشعب وحرصت علي تحقيق أهداف الثورة". ولم يفرق الواجب بين اللواء والضابط الصغير والجندى المكلف, وتروى أرملة اللواء رجب المكاوى قصة استشهاده يوم 23 مارس 2011 حيث كان فى عمله كقائد لورشة أسلحة وذخيرة فى الحى السابع بمدينة نصر وفجأة حدث هجوم على معسكر الأمن المركزى بجوار الورشة, وأعلنت الوحدة العسكرية الطوارئ وخرج اللواء رجب يقف بين جنوده فتلقى طلقة مميتة فى الرقبة من مجهول ليترك زوجته تربى أربعة أبناء بمفردها أكبرهم فى كلية الهندسة وأصغرهم فى الصف الرابع الابتدائى. وفى أحداث ماسبيرو يتذكر الجميع المتظاهرون الذين لقوا حتفهم فى ذلك اليوم المريع فى أكتوبر 2011 حيث خرجت مظاهرات لشباب وأسر مسيحية بعد أحداث حرق كنيسة أطفيح واعتصموا أمام مبنى ماسبيرو, ولا يعرف أحد اسم أول الشهداء الذين سقطوا فى ذلك اليوم عندما تطورت الأمور بصورة غريبة وحدثت اشتباكات بين أفراد التأمين والمتظاهرين ودخل بينهم أطراف أخرى. ووقف الشاب الجندى محمد على شتا من أفراد الشرطة العسكرية المكلفة بتأمين ذلك المبنى الحيوى, ويحكى خال الشهيد يسرى عبد المولى ووالدته من كفر الشيخ مركز الحمول قصة استشهاده لأول مرة كالتالي: ويتابع: "محمد كان شابا طيبا ووجد نفسه فى فتنة حيث هجم عليهم أفراد من المتظاهرين يريدون الفتك بهم, رغم أنهم يقومون بحراسة المبانى الحيوية فى خدمة الوطن, وفجأة قام بعض الشباب الغاضب بالهجوم عليه فأصيب بطلق نارى فى الصدر وخنقوه من الخوذة". وتتابع: "بينما كانت كل أدواته التى سلح بها عصا وخوذة ,ويؤكد خال الشهيد الذى استشهد بعد 40 يوم فقط من تجنيده أن الله اختص ابن أخته بهذه الشهادة وأن زملاءه رووا له كيف مات بين أيديهم بعد أن نطق الشهادتين.