السلطات الجزائرية تشدد الإجراءات الأمنية تحسبا لتجدد الاحتجاجات على الغلاء

شددت السلطات الجزائرية اليوم من الإجراءات الأمنية في عدد من الأحياء بالعاصمة الجزائرية والمدن، لمنع تجدد الاحتجاجات العنيفة، التي شهدتها العاصمة ومدن أخرى الليلة الماضية احتجاجًا على موجة غلاء الأسعار.
وتم نشر أعداد إضافية من قوات مكافحة الشغب في حي باب الواد وساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية وعلى المحاور الرئيسية للعاصمة، على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها هذه الأحياء الليلة الماضية.
وقال شهود عيان إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية في مدينة وهران الواقعة غربي الجزائر والتي كانت شهدت مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات الشرطة، ولم تعلن السلطات الجزائرية حتى الآن عن حصيلة جرحى هذه الاحتجاجات، لكن بعض المصادر تتحدث عن عدد من الجرحى في صفوف وقوات الشغب نتيجة رشقها بالحجارة من قبل المحتجين.
وأوقفت الشرطة الجزائرية أكثر من 20 شابا متهمين بالتورط في هذه الاحتجاجات، التي شملت مناطق أخرى من العاصمة كمنطقة زرالدة في الضاحية الغربية للعاصمة، التي شهدت المدينة احتجاجات وصفها شهود عيان بأنها عنيفة تخللتها صدامات بين المحتجين على ارتفاع الأسعار، مما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص المطاطي في الهواء لتفريق المحتجين.
كما شهدت مدينة وهران الواقعة على بعد 500 كيلومتر غرب العاصمة أمس أحداث شغب ومواجهة مع قوات مكافحة الشغب، وذلك بعد أن عمد متظاهرون إلى إضرام النيران في إطارات العجلات وتحطيم محطة نقل المسافرين احتجاجًا على الغلاء لبعض المواد الغذائية الأساسية مع بداية العام الجديد.
يشار إلى أن أسعار مختلف المواد الغذائية قفزت خلال الأيام الأخيرة إلى مستويات عالية، حيث قفز سعر السكر من دولار أمريكي إلى 1.5 دولار أمريكي، وسجل أكبر الزيادات مادة الزيت زيادة في الأسعار بين 10 إلى 75 % في ظرف أسبوعين، ومن 8 دولارات إلى 10 دولارات لصفيحة خمس لترات، وشملت هذه الزيادات مواد أخرى كالقهوة.
وكانت الحكومة الجزائرية وعدت أمس بمعالجة الأوضاع ووضع حد للارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، وقال وزير التجارة الجزائري مصطفى بن بادة في مؤتمر صحفي عقده أمس إن "الحكومة مستاءة بشدة للارتفاع المحسوس في أسعار بعض المواد الأساسية خلال الثلاثة أيام الأخيرة"، مشيرا إلى أن "هذا الارتفاع الفاحش والمباشر في أسعار الزيت والسكر جاء بشكل غير مقبول".