أعربت جمعية "أطباء التحرير" عن قلقها البالغ تجاه دعوات التظاهر بعد غد السبت بميدان التحرير، مشيرة إلى أنها بوصفها جمعية طبية ثورية تضم بين صفوفها من يؤيد ومن يعارض قرارات الرئيس مرسي، فهى تستنكر تماما الدعوة الخطيرة من قبل الإخوان المسلمون والتيارات الإسلامية لإقامة مظاهرات مؤيدة للرئيس في ميدان التحرير أو قريبا منه. وأرجعت الجمعية فى بيان عاجل لها مساء اليوم الخميس مناشدتها بالفصل بين المتظاهرين إلى "كونه درءا للمفاسد العظيمة التي ستنزلق إليها الأمة، وحقنا لدماء المصريين على أيدي مصريين، في غير هدف، ولا أي غرض وطني صحيح، سوى إشعال الفتنة وإزهاق الأرواح من أجل اختلاف الرأي السياسي"، مستشهدة بقوله تعالى فيمن تعمد القتل أو هيأ أسباب حدوثه: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)-93 النساء. وأضاف البيان: "لم تكد مصر تنتهي من تشييع جثمان الطالب محمد جابر، حتى فجعت في الطفل إسلام مسعود، ثم الشاب أحمد نجيب؛ حتى فوجئنا بإعلان عن تظاهرات تنوي التوجه إلى ميدان التحرير يوم السبت من أصحاب الرأي المخالف للمعتصمين بالميدان، وكأننا لم نتعلم شيئا من جراح أبناء مصر في جمعة الحساب، ولا من دماء الطفل إسلام الذي ضحينا بروحه في اشتباكات مماثلة، بين طرفين كان كلاهما شريكا للآخر كتفا بكتف في ثورة يناير، وتقاسما التضحية في أصعب لحظات من أجل مصر". وناشد البيان العقلاء من قادة الأحزاب والحركات والمجموعات الداعية للتظاهر، بأن يقدموا مصلحة الوطن وأرواح إخوانهم وأبنائهم فوق أي اعتبار أيا كان، كما توجه بالنداء للمعتصمين بالميدان ألا يتورطوا في أي اشتباك تحت أي ظرف مع من يخالفهم الرأي، فالدم المصري كله حرام، والاختلاف في الرأي السياسي يجب أن يظل سلميا عند كل الأطراف. حمل البيان الرئيس الدكتور محمد مرسي - الذي هو الآن في موقع السلطة العليا للبلاد، ولا يوجد مع أحد سواه زمام جميع السلطات التنفيذية والتشريعية، بالإضافة إلى المكانة الأدبية في نفوس مؤيديه - كل المسئولية عن كل قطرة دم تراق في الاشتباكات المتوقعة نتيجة تجاور التجمعات المعارضة والمؤيدة في نفس المكان، مطالبا إياه بالتحرك الفوري واستخدام سلطاته كلها لإيقاف ذلك من الآن، مضيفا "وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وإن الله سائل كل راع عما استرعاه: حفظ، أم ضيع؟".