أكد حزب التحالف الشعبي الاشتراكى رفضه للإعلان الدستورى الصادر أمس، معتبرا أنه بمثابة متاجرة بدماء الشهداء وصنع لديكتاتور جديد، داعيا جموع الشعب المصرى للتظاهر اليوم بعد صلاة الجمعة ضد هذا الإعلان، معلنا عن تنظيم مسيرة اليوم من السيدة زينب إلى ميدان التحرير. من جهته اعتبر مدحت الزاهد، المتحدث الرسمى للحزب فى تصريح خاص ل "بوابة الأهرام" أن الإعلان الدستورى الصادر أمس وما صاحبه من قرارات يعد "خيانة للثورة وانقلاب عليها" لكونه يكرس لنظام استبدادى فرعونى أسوأ من نظام مبارك، حتى ولو جاء تحت غطاء رقيق لمحاكمة قتلة الثوار"، على حد قوله. واستنكر الزاهد ما يتضمنه الإعلان من رفض لمبدأ الفصل بين السلطات وتجاهل للقضاء وتحصين مؤسسات الدولة (الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى) من الطعن، معتبرا ذلك استبدادا وفاشية فاقت عصر مبارك الذى كانت فيه المحكمة الدستورية العليا تصدر قراراتها بشأن حل تلك المؤسسات. واعتبر الزاهد أن الرئيس كان يمكنه تحقيق تقدم وتلافى تلك الانتقادات إذا كان استخدم صلاحياته التشريعية، وأقر قانون استقلال الهيئات القضائية الذى ينص على انتخاب تلك الهيئات من الجمعيات العمومية للمحاكم المعنية، وبذلك كان يمكن أن يدعم استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية، بدلا من الجمع بين السلطات، وحجب حق المحكمة الدستورية العليا وقام باختيار النائب العام من شخصية محسوبة وقريبة من جماعة الإخوان بدلا من تفويض اختيارها لمجلس القضاء الأعلى، معتبرا ذلك إمعانا فى الاستئثار بالسلطة على عكس الأسس الدستورية المتعارف عليها فى كل النظم الديمقراطية. وانتقد الزاهد المتحدث الرسمى باسم حزب التحالف الشعبي قيام الرئيس بتحصين قراراته من التقاضي، مسقطا حق الدولة والمواطن، مضيفا باستنكار "بتلك القرارات، فإن الرئيس يعلن نفسه حاكما بأمر الله". واعتبر أن ذلك يشير إلى التوجه لاتخاذ قرارات أكثر قمعا مستقبلا وتمريرها تحت بند الطوارئ، والتوجه لتجريم التظاهر والاعتصام والإضراب وقمع العمال والمعارضين تحت ستار حماية الثورة ومكتسباتها وحماية الدولة بموجب القانون الذى أصدره الرئيس أمس والذى جاء متزامناً مع الإعلان الدستورى، بخاصة فى ظل تجاهله لإعادة هيكلة الداخلية وتطهيرها لاحتياجه لها لبسط وحماية سلطاته. وربط الزاهد بين توقيت صدور هذا الإعلان وما تضمنه من قرارات وبين نجاح الرئيس فى توقيع اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل، مضيفا "جاء الإعلان الدستوري بعد يوم واحد فقط من اطمئنان العالم وإشادته بدور الرئيس فى توقيع اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة ليؤكد للجميع أنه مدعوما دوليا". وتابع الزاهد معربا عن قلقه قائلا "وفقا للتسريبات التى تناقلتها وسائل الإعلام العربية والأجنبية حول الالتزامات والتنازلات التى وافقت عليها مصر مقابل تمرير اتفاق الهدنة، خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمنى على المعابر والسماح بوجود أمريكى وإسرائيلى وعزل الدور الأمنى للقوات المتعددة الجنسيات بسيناء فإن الأمر بات يشكل قلقا لكل القوى الوطنية خاصة فى ظل عدم الشفافية والغموض من الجانب المصرى الذى لم يكشف عن أى تفاصيل حول بنود الاتفاق". وطالب المتحدث الرسمى لحزب التحالف الرئيس والحكومة والأجهزة الأمنية بالكشف عن بنود اتفاق الهدنة وطبيعة التنازلات التى قدمتها مصر.